يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مشاوراته المكثفة لتعيين رئيس جديد للوزراء، في ظل أزمة سياسية مستمرة منذ حوالي شهرين، حيث لا تزال الجمعية الوطنية تفتقر إلى الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة قوية. تأتي هذه التحركات في وقت أصبح فيه تشكيل حكومة جديدة أمراً ضرورياً مع اقتراب موعد تقديم موازنة عام 2025 إلى البرلمان، المقرر بحلول الأول من أكتوبر. في إطار هذه المشاورات، يستقبل ماكرون يوم الاثنين رئيس الوزراء الاشتراكي السابق برنار كازنوف، وكذلك القيادي في حزب الجمهوريين (يمين) كزافييه برتران، كجزء من لقاءات حاسمة لاختيار من سيتولى رئاسة الحكومة الجديدة. يتردد اسما هذين الشخصين، وكلاهما وزير سابق، في الأوساط السياسية كمرشحين محتملين لتولي هذا المنصب في ظل تعقيدات المشهد السياسي الراهن. من المتوقع أن يلتقي ماكرون صباح الاثنين مع برنار كازنوف، الذي يُعتبره البعض المرشح الأوفر حظاً لهذا المنصب. وأشار مصدر مقرب من ماكرون إلى أن تعيين كازنوف "احتمال وارد، لكنه ليس مؤكداً بعد"، مضيفاً أن "القرار يتطلب المزيد من التمحيص والدراسة". بعد اللقاء مع كازنوف، سيلتقي ماكرون مع الرئيسين السابقين، فرنسوا هولاند ونيكولا ساركوزي، في مشاورات تستهدف الاستفادة من خبراتهما في التعامل مع الأوضاع السياسية المعقدة. وفي فترة ما بعد الظهر، من المتوقع أن يستقبل ماكرون كزافييه برتران في قصر الإليزيه، حيث سيستمر في دراسة الخيارات المتاحة. وتشير المصادر المقربة من الرئيس الفرنسي إلى أن قرار تعيين رئيس جديد للوزراء قد يصدر يوم الثلاثاء. يُذكر أن كازنوف كان قد تولى حقيبة الداخلية خلال فترة الهجمات الإرهابية التي شهدتها فرنسا في عام 2015، وقام فرنسوا هولاند بتعيينه رئيساً للوزراء في الأشهر الأخيرة من ولايته الرئاسية. يسعى ماكرون إلى اختيار رئيس للوزراء يستطيع تأمين تأييد سيادي واسع في الجمعية الوطنية، وذلك لتجنب أي تعثر في عمل الحكومة المقبلة. ولهذا السبب، تم استبعاد مرشحة "الجبهة الشعبية الجديدة"، لوسي كاستيه، التي اقترحها التحالف اليساري الذي حقق نتائج جيدة في الانتخابات التشريعية الأخيرة. ومع اقتراب الموعد النهائي لتقديم موازنة 2025 إلى البرلمان، أصبح تشكيل الحكومة الجديدة أولوية قصوى لماكرون، الذي يعمل جاهداً على إيجاد التوازن السياسي المطلوب لضمان نجاح حكومته المقبلة في مواجهة التحديات العديدة التي تواجه البلاد. الأخبار