ارتفاع عدد المسافرين عبر المطارات التونسية الى اكثر من 9 ملايين و798 الف    وزير التربية يجدّد الالتزام بتحسين ظروف آداء المدرسين لمهامهم    جلسة عمل استراتيجية لإنقاذ مجمع الخطوط التونسية: نحو إصلاح شامل وتطوير الأداء    المركز الاستشفائي بالمياه المعدنية والبيئي ببني مطير من الممكن ان يدخل الخدمة قبل موفي العام الجاري    نادي حمام الانف - تاجيل الجلسة العامة الانتخابية بسبب عدم ورود قائمات مترشحة    بعد حصول القطيعة مع منير راشد ... حسان القابسي مدربا جديدا للملعب القابسي    بالفيديو: الشركة التونسية للصناعات الصيدلية تعلن استئناف نشاطها    الليلة: تواصل ظهور سُحب رعديّة مُمطرة في هذه الجهات    أردوغان يحذر من "خطة إسرائيلية خبيثة" أكبر من غزة والضفة الغربية ولبنان    عاجل/ غارات أميركية بريطانية في عدة مدن يمنية    عمادة المحامين توضّح موقفها بخصوص الانتخابات الرئاسية    الدورة الأولى للمنتدى التونسي للبيولوجيا الطبية تناقش استعمال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لتطوير المهنة    نصائح بعد خلع الضرس    المكنين: الإحتفاظ بمروّج مخدّرات وحجز كمية من المواد المخدّرة مخفية داخل عدّاد استهلاك الكهرباء    مدنين: أنصار المترشح قيس سعيد يكثفون أنشطتهم الدعائية المباشرة في اليومين الاخيرين من الحملة    تونس: وزير النقل يحثّ على ضرورة التسريع في استكمال مشاريع الشبكة الحديدية    إنقاذ كهل سقط في بئر بعمق 19 مترا..    فيلم كوثر بن هنية "الرجل الذي باع ظهره" يُعرض في مهرجان الفرنكوفونية بباريس    الفيلم التونسي '' الرجل الذي باع ظهره '' يُعرض في مهرجان الفرنكوفونية بباريس    فاجعة مركب "الحرقة" بجربة: الأهالي يتسلّمون جثامين أبنائهم    البنزرتي: طرحت فكرة تجنيس مهاجم الترجي الرياضي رودريغو رودريغاز على رئيس لجنة التسوية للجامعة    اتحاد الشغل يدعو للمشاركة بكثافة في مسيرة 7 أكتوبر    المنتخب الوطني: قائمة اللاعبين المدعوين للتربص الخاص بمواجهة جزر القمر    النادي الإفريقي: أسطورة ال104 أعوام الوفاء    كاتبة الدولة المكلفة بالشركات الاهلية تؤكد ان ارتفاع نسق احداث الشركات الاهلية يعد مؤشرا من مؤشرات النجاح فى هذا الملف.    بن قردان حادث مرور يسفر عن قتيل    الاحتياطي من العملة الصعبة يتراجع إلى ما يعادل 114 يوم توريد    عاجل : سرقة 7.6 مليون دينار من زيت الزيتون    تقرير إقليمي يؤكد صلابة النظام المالي الوطني    تسجيل 504 تدخل لمختلف وحدات الحماية المدنية    يهم الترجي الرياضي: الإعلان عن فترة إنتقالات استثنائية للأندية المشاركة بكأس العالم للأندية    كأس العالم للأندية لكرة اليد: فيزبريم المجري يتوج باللقب    وزير الخارجية الإيراني يصل إلى بيروت..#خبر_عاجل    أبرز اهتمامات بعض الصحف التونسية ليوم الجمعة 4 أكتوبر    الانتخابات الرئاسية التونسية: انطلاق عملية الاقتراع بمكتب التصويت بكينشاسا    عاجل: تسجيل إصابة ب''الشيغيلا'' في سيدي بوزيد    مفزع/ خلال يوم واحد: استشهاد 28 مسعفا في لبنان..    تونس: حجز أكثر من 18 ألف قرص دواء مخدّر    عاجل - تونس : تفكيك شبكة مختصة في ترويج المخدرات بالأوساط التربوية    طقس الجمعة: أمطار منتظرة بهده المناطق وانخفاض في درجات الحرارة    الانتخابات الرئاسية 2024: انطلاق الاقتراع بالخارج بمركز سيدني بأستراليا واليوم بأوروبا    وصول طائرة ثانية على متنها تونسيين عائدين من لبنان    الأولى منذ 5 سنوات.. علي خامنئي يؤم صلاة الجمعة    رئيس الحكومة يشارك في قمة الفرنكوفونية بباريس    حملة المترشّح للانتخابات الرئاسية العياشي زمال ... لا تأثير للمسار القضائي على نتائج الانتخابات    أضخم قصف على ضاحية بيروت وحديث إسرائيلي عن استهداف هاشم صفي الدين    استشهاد 18 فلسطينيا في قصف لطيران الاحتلال على طولكرم    ريحة البلاد ..فريال الرحوي .. عشت أياما جميلة في الخليج لكن تونس وطني الذي لا أنساه    في مصر .. مشاركة تونسية في «دورة الشاعر محمود بيرم التونسي» ... معرض فنون تشكيلية، مسامرة شعرية ومداخلات فكرية !    خطبة جمعة..مكانة المسنين في الإسلام    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    علمتني الحياة..صابرين بن علي.. الحب كاف لنجاح أي علاقة إنسانية    الفيلم التونسي ''برج الرومي'' في مهرجان الجونة السينمائي    مفتي الجمهورية: يوم الجمعة (4 أكتوبر الجاري) مفتتح شهر ربيع الثاني 1446 ه    محمود الجمني رئيسا للجنة تحكيم مهرجان نواكشوط السينمائي في نسخته الثانية    عروض سينمائية ومعارض فنية وورشات في الدورة الخامسة من مهرجان سينما للفنون    عاجل : الأرض تشهد كسوفا حلقيا للشمس اليوم    بينهم لطفي بوشناق: مهرجان الموسيقى العربية يكرم رمزا أثروا الساحة الفنية في العالم العربي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الشروق .. بين الردّ القاسي... والردّ المحسوب !
نشر في الشروق يوم 06 - 08 - 2024

يعيش الكيان الصهيوني ومعه دول المشرق العربي وعواصم عالمية كثيرة على وقع انتظار الردّ الايراني على جريمة اغتيال زعيم حماس اسماعيل هنية في طهران. وفي حين تتعدّد الوساطات وتتهاطل الدعوات إلى التهدئة وضبط النفس أو إلى ردّ إيراني «غير موجع» يؤدي الغرض ولا يجبر إلى ردّ صهيوني بما سوف يوسع دائرة الحرب.. وفي حين تأخذ السلطات الايرانية كامل وقتها في دراسة الخيارات وإعداد العدّة للردّ على الصلف الصهيوني.. في هذا الوقت يعيش الكيان حالة من الذعر والرعب التي قد تكون آثارها في النهاية أشدّ إيلاما وأكثر دمارا على الجبهة الداخلية الصهيونية من الردّ الايراني الذي سيكون في نهاية المطاف محدودا في المكان وفي الزمان.
فقد انخرط الصهاينة في حالة من الهيستيريا وباشروا بفتح الملاجئ وإعداد المؤن.. فيما اختار آخرون حزم حقائبهم والهرب في انتظار مرور العاصفة وتلقت البورصة الصهيونية والاقتصاد الصهيوني ضربات قاصمة سوف تزيد ولا شك في استنزاف اقتصاد منهك بفعل 10 أشهر من الحرب ومن النزف المتواصل بفعل صمود المقاومة الفلسطينية في وجه أعتى آلة حربية في الشرق الأوسط. هذا الارتباك الظاهر على الكيان وهذا الذعر الذي تملّك الصهاينة يواكبهما نتنياهو بالتمادي في سياسة الهرب إلى الأمام.. فهو تارة يصعّد ويتوعّد الايرانيين بردّ مضاعف في حال أقدموا على توجيه ضربات انتقامية موجعة.. وتارة يتكئ على الحليف الأمريكي محاولا توريطه في مواجهته المرتقبة مع إيران وكذلك على حلفائه الغربيين والعرب في محاولة لتشكيل حلف سيساهم في تخفيف الضغط على الكيان إما بالوساطات أو بممارسة الضغوط على طهران أو حتى بالتلويح بالانخراط في المواجهة إذا ما اتسعت رقعة الحرب وامتدت لتصبح حربا اقليمية شاملة.. ووسط كل هذا الدخان الكثيف يواصل نتنياهو حرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع في إصرار ظاهر على تأكيد الطبيعة الدموية والإجرامية لكيان قام على الإبادة والتهجير ويستمر بالإبادة والتهجير.
السلطات الإيرانية وهي تتابع كامل تفاصيل هذا المشهد تواصل في نهجها المعتمد على الغموض وعلى إخفاء الأوراق.. فهي من جهة تستثمر في الرعب الصهيوني وعينها على ردّ يبقي المجال أمام صفقة تنقذ البرنامج النووي الإيراني.. وهي من جهة أخرى تواصل في ترويج خطابها المتشدّد لترميم صورتها وموقعها أمام محور المقاومة الذي تتزعمه بعد ما لحقه من أثار نتيجة إقدام الصهاينة على استهداف زعيم كبير نزل ضيفا على القيادة الإيرانية وفي أحد أشد مواقع السلطة الإيرانية هيبة وتحصينا.
ومع أن الكيان يجد نفسه في مأزق وهو يحبس أنفاسه تحسبا لتلقي ضربة صاعقة فإن الوضع الإيراني لا يبدو مريحا هو الآخر. فالجرم الصهيوني كبير وهو يمسّ من هيبة النظام ومن أمنه وسيادته واستهدف ضيفا كبيرا يفترض أنه في حمى السلطات الإيرانية المضيفة.. فإن ردّت إيران ردّا قاسيا ومزلزلا ويرتقي إلى حجم التحدّي الصهيوني فهي تخاطر بإشعال حرب إقليمية سيمتد لهيبها إلى إيران وسيطال البرنامج النووي الإيراني. كما تخاطر إيران بإشعال حرب عالمية بتدخل أطراف حليفة لهذا الطرف أو ذاك.. وإن هي وجّهت ردّا محسوبا من قبيل رفع العتب أو من صنف الردّ الذي أعقب اغتيال قاسم سليماني أو العدوان على مقر القنصلية الإيرانية في دمشق فإنها تخاطر بسمعتها وسط محور المقاومة وبهيبتها كلاعب رئيسي في المنطقة.. علاوة على أنها تكون قد أطلقت أيدي الكيان الصهيوني ليمضي في نهج العدوان والغطرسة..
إنها المعادلة الورطة التي تكبّل الكيان وإيران.. والتي تفسر ربما تأخر الردّ الإيراني وطبيعته وهل يكون ردّا مزلزلا رادعا للصهاينة. أم أن مقدمات الردّ ستكون أقسى وأقوى من الردّ بحد ذاته.
عبد الحميد الرياحي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.