فريد بن جحا: "الإحتفاظ بخمسة أشخاص على خلفية وفاة شاب يشتبه في مقتله أثناء جلسة خمرية"    الاتحاد الأوروبي: تراجع منتظر لنسبة الفائدة المديرية    الرابطة الأولى: الترجي الرياضي يستعيد خدمات نجمه في قادم المباريات    بعثة المنتخب النيجيري عالقة في مطار ليبيا...ماذا يحدث ؟    صفاقس : بعد قليل ندوة صحفيّة خاصّة باشغال تهيئة ملعب الطيب المهيري    منزل تميم: تفكيك شبكة مختصة في ترويج المخدرات    عاجل : التونسيون يعيشون تقلّبات جوّية بداية من ظهر هذا اليوم    ديون تونس لصندوق النقد الدولي تنتهي في هذا العام..    إسبانيا تطالب بتعليق التجارة الحرة مع إسرائيل    3 علماء يتقاسمون جائزة نوبل في الاقتصاد    القمة العالمية السادسة للإعلام بالصين: الذكاء الاصطناعي أداة ضرورية لمستقبل الإعلام.    96 ألف سيارة و عربة ادارية موجود في تونس    الميزان التجاري الغذائي يسجل فائضا بحوالي 1530مليون دينار موفى سبتمبر 2024    تصنيف لاعبات التنس المحترفات - انس جابر تتراجع الى المركز الثالث والثلاثين عالميا    ديوكوفيتش يعتزم مواصلة المنافسة الموسم المقبل وعدم التفكير في الاعتزال    بطولة كرة السلة: تعيينات مقابلات الجولة السادسة ذهابا    قفصة: إعطاء إشارة انطلاق موسم جني الزيتون    بينها بلد عربي.. 26 دولة تغرق في الديون!    باستعمال "الدرون": الداخلية توثق عملية الإطاحة بعناصر شبكة دولية خطيرة (فيديو)    عاجل : الشركة التونسية للملاحة تنتدب    الدورة التأسيسية من "مهرجان السيدة نعمة للثقافة والفنون بأزمور" من 18 إلى 20 أكتوبر 2024    القهوة : ماهي أضرارها و ما الوقت المناسب لشربها    والد وزير الشباب والرياضة في ذمة الله    التضخم الخفي يؤثر على الاستهلاك    قدرات المسيرات الانقضاضية: سلاح حزب الله الجديد يضرب معسكر جولاني    عاجل/ وفاة الطيار وإصابة آخر في تحطم طائرة بهذه المنطقة..    تصنيع السيارات يدعم نمو الاقتصاد الوطني    جامعة المتقاعدين تدعو الى توحيد الصناديق الاجتماعية لضمان العدالة بين القطاعين الخاص و العام..    الحماية المدنية تسجيل 360 تدخل    كيفية الحصول على رخصة سياقة دولية تونسية    فظيع/ يقتل زوجته "الصيدلانية" ويفر على متن سيارتها..    الرابطة الأولى: الأولمبي الباجي يكشف عن هوية المدرب الجديد لفريق أكابر كرة القدم    افتتاح صالة BYD الجديدة: تجربة مستقبلية في قلب العاصمة    عاجل - تونس : حملة التلقيح ضد ''القريب'' تنطلق 17 أكتوبر و بأسعار منخفضة    عاجل : تأجيل النظر في قضية ''التسفير الى بؤر التوتر'' الى نوفمبر القادم    المنتخب الوطني يجري حصة تدريبة في الكوت ديفوار و هذا برنامج اليوم    الآلاف يحتجون في إسبانيا ويرفعون شعار" السكن حق وليس تجارة"    إمضاء اتفاقية إنتاج مشترك بين المركز الوطني للسينما والصورة والمركز الوطني الجزائري للسينما    منظمة إرشاد المستهلك: تم تسجيل نقص في التزود بمادة الدجاج الجاهز للطبخ    طهران: سنحاسب إسرائيل على اغتيال نيلفروشان    ألمانيا: إجلاء 6 آلاف شخص بعد اكتشاف قنبلة تعود للحرب العالمية الثانية    التوقعات الجوية لهذا اليوم..ودرجات الحرارة..    موظف في أكبر بنوك إيطاليا يتجسس على حسابات ميلوني    جيش الاحتلال يكشف عن هويات قتلى هجوم مسيرة حزب الله    هل ارتداء النظارات باستمرار يضر بصحة العين؟    المؤتمر الدولي للعلاج بالفن بالمنستير...كيف نتخلّص من الإكتئاب عن طريق الفن؟    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان المبدع محمد المورالي    مطرب مصري يستغيث بالأزهر: 'الناس بتقولي فلوسك حرام'    فيلم "جوكر 2" يحبط الجمهور ويصنف ك"أسوأ فيلم لعام 2024"    تكريم المطرب التونسي لطفي بوشناق في افتتاح الدورة ال32 لمهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة    20% من أطفال تونس مصابون بقصر النظر: إليك الأسباب    وزارة الصحة تصدر دليل هام بخصوص تلاقيح النزلة الموسمية..    توزر: لقاء فكري نظمته لجنة إسناد جائزة أبو القاسم الشابي للشعر إحياء للذكرى تسعين لوفاته    إليسا خلال حفل في دبي: "قرّرت العودة إلى عملي ولبنان سيعود أحلى مما كان"    فوائد لغوية...من طرائف اللغة العربية    كتاب الأسبوع..ملخص كتاب «محاط بالحمقى»!    يسيء إلى سمعة المجتمع...حكم التسول في الإسلام !    مذنّب يقترب من الأرض السبت المقبل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



40 ٪ نسبة تقلص الولادات.. التهرم السكاني يلقي بظلاله على الاقتصاد الوطني
نشر في الشروق يوم 21 - 03 - 2024

يميل البعض في تونس وأنحاء عديدة من العالم، لأسباب مختلفة، إلى الاعتقاد بأن النمو السكاني محرك للنمو الاقتصادي وأن هناك ثمة علاقة طردية بينهما، بحيث تؤدى الزيادة السكانية إلى زيادة النمو الاقتصادي ويستشهدون بالطفرة الاقتصادية الكبيرة التي حدثت في دول جنوب شرق آسيا في فترة التسعينات من القرن الماضي، رغم معدلات النمو السكاني المرتفعة في هذه الدول وقتها.
غير ان معظم الدراسات الديموغرافية والاقتصادية الحديثة، أثبتت أنه لا يوجد نموذج واحد يصلح لتقييم وفهم العلاقة بين النمو السكاني والنمو الاقتصادي في كل دولة من دول العالم. وأن كل دولة لها ظروف مختلفة عن الأخرى والنموذج الاقتصادي الكمي الذي يصلح للتطبيق في دولة قد يعجز عن تفسير هذه العلاقة في دولة أخرى. فحزمة المتغيرات الضمنية التي تؤثر في هذه العلاقة كثيرة جداً وتختلف من دولة لأخرى، مثل مستوى التعليم والصحة وتوفر اليد العاملة المؤهلة والاستقرار المؤسساتي والاقتصادي، ويعد تجنيب آثار هذه المتغيرات الضمنية على النموذج عند دراسة هذه العلاقة مستحيلاً.
أكد عدنان لسود المدير العام للمعهد الوطني للإحصاء، تراجع حجم الأسرة من 5 أفراد في منتصف التسعينات إلى أقل من 4 أفراد في السنوات الأخيرة إضافة إلى تأخر سن الزواج في السنوات الأخيرة ليصبح 30 سنة بعد ما كان 24 سنة.
وجاء ذلك خلال افتتاح أشغال الندوة الوطنيّة حول "الأسرة التونسيّة: الآليّات الوطنيّة للمرافقة والحماية" والتي انتظمت الأسبوع الفارط بمناسبة إحياء تونس لليوم العربيّ لحقوق الإنسان الذي يأتي هذه السنة تحت شعار "حماية الأسرة وتنمية أواصرها".
كما كشف مدير معهد الإحصاء، في هذا الإطار، عن وجود تراجع ملحوظ لنسبة الولادات من 225 ألف إلى 160 ألف ولادة سنة 2023 وهو ما يعادل نسبة 40 بالمائة.
لهذه التغيرات عدة انعكاسات مؤكدة على الديناميكية الاجتماعية وخاصة الاقتصادية تتمحور أساسا حول احتمالات تراجع اليد العاملة النشيطة مستقبلا مما يؤثر على النمو الاقتصادي وذلك بالخصوص على المديين المتوسط والبعيد لا سيما على مستوى القطاعات ذات التشغيلية العالية، مما قد يقلص بشكل او باخر من الطاقة الإنتاجية العامة للاقتصاد.
في جانب اخر، ينجر عن التراجع اللافت لمعدل الولادات إشكالات على منظومات الضمان الاجتماعي، بالخصوص فيما يتصل بتمويل برامجها الرئيسية على غرار التغطية الصحية والتقاعد وسائر الخدمات التي توفرها، وهي أوضاع تحتد بفعل تهرم السكان.
وتعد في تونس، النسبة المئوية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما كبيرة، حيث قدر في عام 2022، عدد السكان الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما بحوالي 1114633 شخصا. وينعكس هذا المنحى الخاص بتهرم السكان بوضوح في معطيات التعداد العام، وهي التي تبرز ارتفاعا مطردا لنسبة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فأكثر، اذ بلغت 14.19 بالمائة في عام 2021.
في نفس السياق، ينجر عن التغير الديمغرافي تغيير مهم في توازنات على المالية العمومية والرصيد المالي للصناديق الاجتماعية، إذ يكشف التقرير الأخير لوزارة المالية حول المنشآت العمومية والملحق بقانون المالية لعام 2024 الذي نشرته الوزارة في بداية عام 2024، أن النتائج الصافية لصناديق الضمان الاجتماعي قد انخفضت بشكل كبير.
سجل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي عجزا قدره 1.27 مليار دينار في عام 2021، مقابل من 1.09 مليار دينار في عام 2020. وزاد هذا العجز أكثر في عام 2022، مع نتيجة سلبية صافية متوقعة قدرها 961.5 مليون دينار. على هذا الأساس، ارتفع زاد العجز المتراكم، بصفة لافتة، من 2.82 مليار دينار في عام 2020 إلى 5.35 مليار دينار.
هذا ومن الوارد أن ينجر عن تراجع معدل النمو الديموغرافي، بشكل حاد، كذلك حدوث تأثيرات في القطاع التجاري لا سيما في مجال تسويق المنتجات الخاصة باليافعين والاسر فضلا عن انعكاسات أخرى عديدة تهم السياسات العامة، وخاصة فروع تنظيم الأسرة، والاختيارات المتعلقة بالهجرة، والحماية الاجتماعي، عموما.
الأخبار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.