نجحت شركة ناشئة تونسية في شهر نوفمبر الفارط في تعبئة أموال بقيمة 100 الف دولار اي ما يعادل حوالي 310 الاف دينار، وذلك وفقا لمذكرة نشرتها منصة ومضة التي تعمل على تسريع البيئة الحاضنة لريادة الأعمال في جميع أنحاء منطقة. وبينت المعطيات ان الشركات الناشئة في المنطقة تمكنت من جمع 764 مليون دولار على مدار 42 جولة تمويل طيلة الشهر المنقضي، بزيادة قدرها 390 بالمائة على أساس شهري وبنسبة 74 بالمائة على أساس سنوي. وشهد التمويل، بشكل عام، انتعاشاً ملحوظاً عبر جميع مراحله، حيث شكلت الجولات الضخمة أعلى نسبة من تدفقات رأس المال. كما هيمنت الدول التي تحتضن مقرات الشركات الأكثر جمعاً للأموال مشهد التمويل خلال شهر نوفمبر، حيث تصدرت السعودية بواقع 338 مليون دولار موزعة على تسع صفقات، بينما جاءت دولة الإمارات في المرتبة الثانية بمبلغ 284 مليون دولار موزعة على 22 صفقة؛ واحتلت مصر المركز الثالث بقيمة 130.5 مليون دولار عبر خمس جولات. وحصلت الشركات الناشئة في الكويت والمغرب وعُمان وتونس على رأس المال المتبقي. وفي خضم هذا المشهد المفحم بالديناميكية، فقد نجحت الشركات الناشئة التونسية في عدة مناسبات هذا العام بالخصوص في طرق أبواب العالمية، متحدية مناخ الأعمال المحلي الذي لا يزال مكبلا بقانون صرف قديم وبيروقراطية ثقيلة تحد من قدرتها التنافسية وسط دعوات لتحرير المبادرات القادرة على خلق الثروة. وعلى الرغم من أن بيئة الشركات الناشئة التونسية لا تزال في مهدها، إلا أنها تنفجر بالابتكار والنجاح، حيث سجلت الأشهر الماضية نجاحا دوليا لشركات تونسية حققت صفقات تزيد عن 400 مليون دولار اذ أعلنت شركة "بيونتيك" الألمانية الناشطة في مجال التكنولوجيا الحيوية عن شرائها للشركة التونسية الناشئة "إنستاديب" المختصة في مجال الذكاء الاصطناعي، في صفقة بلغت قيمتها 410 ملايين يورو بما يفوق 1.3 مليار دينار. كما تمكنت شركة ناشئة في مجال ألعاب الفيديو "غالاتاش" من بيع منتجها ب15 مليون دولار، بعدما تمكن المستثمر من تطويرها خلال العامين الماضيين. في جانب اخر، يؤكد العديد من رواد الاعمال ان الشركات الناشئة التونسية بصدد تحقيق نجاحات مهمة متحدية عدة إشكالات تدفع بالمستثمرين، في بعض الوضعيات، نحو المغادرة لإنشاء أعمال في أسواق أكثر انفتاحا ومرونة مبينين أن إمكانيات ريادة الأعمال في تونس غير مستغلة بالقدر الكافي بسبب القوانين البالية وطول الإجراءات الإدارية، وذلك في ظل تفوق تونس في مجال تطوير الشركات الناشئة رغم التحديات المطروحة على العديد من البلدان المنافسة لها في محيطها المغاربي والأفريقي. الأخبار