ما هذا العالم الظالم ؟ ما هذه البشرية الوحشية ؟ ما هذه الإنسانية الغارقة في القهر والعنجهية ؟ ما هذا العالم الغربي المتشدق بحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية ؟ ما هذه الدول العربية الإسلامية الراسخة أقدامها في الذل والمهانة والتبعية ؟ لا تسألوني لماذا أسأل وجسد غزة الطاهرة الأبية يتمزق كل يوم بفوهات الدبابات والقنابل والمسيرات "الجاهلة الذكية" ..14 ألف شهيد في أقل من 50 يوما بعدها تأتي "هدنة" تكشف حجم التقتيل والدمار يتخفى وراءها كيان ظالم جبار، وتصمت أمة منتسبة لمحمد سيد البشرية ؟ هدنة مؤقتة جاءت بعد 48 يوما استشهد فيها من استشهد، وأصيب من أصيب ، واعتقل من اعتقل ، ودمر فيها ما دمر من المباني والمستشفيات ، من المساجد والكنائس والصوامع والبيوت والطرقات .. صمتت نواقيس الكنائس ، وخفتت أصوات المنادين للصلاة ..للفلاح والصلاح ..خرست فيها أصوات حكام كانوا يجلجلون ، يتوعدون ، يهددون ، يسكرون ويعربدون وعلى أنغام التطبيع يرقصون ، وإلى الصلاة بلا وضوء يسارعون .. غزة الأبية فرضت هدنة ب14 ألف ضحية لم يجدوا من أبناء جلدتهم من يساندهم ويقف إلى جانبهم طيلة 48 يوما من التهجير والتقتيل ، من القصف والتدمير ، يستفيقون إن ناموا على صوت القنابل ، وينامون إن رقدوا على أزير الرصاص الذي يمزق أجسادا طاهرة غضة طرية . في كلماتي هذه لم أجد بداية فكيف أجد نهاية لحروف تقف عاجزة عن وصف ظلم وصمت ورقص على الكلمات استنزفت فيها كل العبارات ..سقطت حروفي سادتي من هذه الورقة ولم أنجح في استجماعها ، فالعجز أمام الصور والمشاهد التي رأيت ليس ضعفا أو تقصيرا ، بل لأني وكل العالم لم يشاهدوا دمارا و ظلما كما شاهدنا في غزة الأبية .. اعتذر منك صديقي القارئ ، واستعين بك في وصف ما يعصر قلبي الذي سقط تحت رجلي في أكثر من مشهد لم تعرفه من قبل هذه البشرية الغارقة في الظلم والعنجهية ..إنسانية تقف إلى جانب الظالم ويدق المنافقون فيها طبول وسائل الإعلام مدافعين عن "السامية "..مهاجمين أبطالا استبسلوا من أجل شرفهم وأرضهم وعرضهم وأنفسهم الزكية .. يا أمة محمد استفيقوا فرسولكم أوصاكم خيرا بأنفسكم وأرضكم وعرضكم ..نبيكم عهد إليكم حفظ دينكم ونسلكم فما حفظتم إلا حكمكم وعرشكم وسكركم وغانياتكم وتحالفاتكم التي ما جنيتم منها إلا الخزي والعار يا أبناء أمة ضحكت من أجلها وعليها أمم الأشرار . يا أمة العروبة ، اعلموا أن هذه الهدنة المؤقتة ما كانت أن تكون لولا أن عدوكم وعدونا فهم أن نصر فلسطين قريب قريب..يلوح من بين أشلاء الرضع ودموع الثكالى وفوهات بنادق الأبطال الذين أقسموا على الموت وبأيديهم البندقية فأقسمت أرض فلسطين أنها مشتاقة لدمائهم الطاهرة الزكية .. راشد شعور