يقف الصهاينة عاجزين أمام حجم الخسائر التي تلحقهم يوميا عدّة وعتادا وأرواحا واقتصادا رغم آلة الدمار التي يمتلكونها ولوبيات التضليل والتزييف التي يستنصرون بها لترويج الأكاذيب والسرديات الوهمية التي سقطت بفضل الإيمان بعدالة القضية الفلسطينية من أبنائها الخلّص داخل فلسطين السليبة أو أبناء الشعوب العربية ممن يقودون معركة معنوية واتصالية وسيبرنية كان لها عظيم التأثير في تعديل موازين القوى وفضح الجرائم الصهيونية البشعة التي تمارس في غزة وجنين وجباليا والتي جعلت من الكيان المحتل عبءا ثقيلا على مسانديه حتى وإن حاولوا إظهار عكس ذلك. فالكيان الغاصب عاجز عن تحقيق مكاسب ولو جزئية أو حتى معنوية على أرض الميدان ويكتفي بالتقتيل والتدمير وحتى ما يمارسه من تزييف للوعي وتسويق للأراجيف سقط وبان زيفه وأسقط معه أسطورة الجيش الذي لا يقهر ومعه مخابراته التي وقفت عاجزة أمام ما تم تخطيطه وتنفيذه يوم 7 أكتوبر رغم تلك الصورة الخيالية التي رسموها عن قوة "الموساد" و"الشاباك" و"التساهال" التي تبين ضعفها ووهنها في أول اختبار حقيقي وجدّي منذ الحروب العربية في 1948 و1967 و1973. وانكسرت سرديات المحتل التي روّجها في المجتمعات الغربية حول حرب مزعومة بين الحضارة والهمجية على صخرة المسيرات الحاشدة التي تشهدها كبرى العواصم والمدن العالمية تنديدا بالمجازر التي ترتكبها حكومة نتنياهو التي تجد نفسها في مأزق حقيقي محاصرة بعجزها عن تنفيذ ما تهدد به من اجتياح بري لمعرفتها بعواقبه الوخيمة وباقتصادها الذي ينهار جراء الحرب وبوضع داخلي متفجر سيعجّل بسقوطها بل وانقلب السحر على الساحر على المساندين لتأتينا صور الاحتجاجات من الأمريكيين أنفسهم على وزير خارجيتهم في جلسة استماع له بالكونغرس في مشهد رمزي رافعين فيه أياديهم ملطخة دلالة على رفضهم لمزيد تقديم الدعم لإسرائيل من أموال دافعي الضرائب وطلبا لوقف إطلاق النار وإنهاء حصار غزة . وما يزيد الصهاينة إرباكا وهوانا هو ما يواجهونه من مقاومة منظمة جعلت من الأنفاق عقدة مزمنة لآلة الحرب الصهيونية التي تقف عاجزة عن اختراقها أو مجرد الوصول إليها بشكل انقلبت معه عديد المعادلات الحربية خاصة أن هذه الأماكن التي تختبئ فيها الفصائل الفلسطينية مجهزة تجهيزا كليا قادرا على مواجهة المعركة لمدة طويلة بما لها من عتاد ومؤونة وتحصين يجعلها بعيدة عن القصف الذي تمارسه إسرائيل يوميا وبصفة وحشية. ولم تكتف المقاومة بتلك الأنفاق العصية عن الاختراق بل إنها تسجل ملاحمها وتوقع بالعدو الخسائر بأسلحة مستحدثة محلية الصنع مثل المسيّرات وقذائف "الياسين 105" وغيرها التي جعلت المستوطنات الصهيونية مجرد مدن أشباح وأصبح معها دوي صفارات الإنذار لا ينقطع من تل أبيب وباتت بسببها المدرعات والآليات صيدا سهلا للكمائن التي أقضّت مضجع حكومة نتنياهو وجنرالات جيشه العاجزين عن بلوغ أي هدف من الأهداف التي رسموها منذ إطلاق عملياتهم العسكرية في غزة. هاشم بوعزيز