لم يكف الكيان الصهيوني مدفوعا بآلة التضليل والدعاية الغربية عن التسويق لأراجيف وروايات لا علاقة لها بالواقع بهدف أوحد هو تزييف الوعي واستدرار العطف والمساندة من المجتمعات الغربية التي تسيطر عليها اللوبيات الصهيونية في كل النواحي الاقتصادية والمالية والإعلامية بما يسهل معه السيطرة عليها وعلى توجهاتها وخلق رأي عام مساند للروايات المضللة والمكذوبة. وكان هذا التوجه هو دأب الصهاينة منذ السابع من أكتوبر الحالي ومنذ أن انطلقت عملية العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل إلا من إيمانه بعدالة قضيته وحصدت معه الأرواح ودمرت المنازل والمساجد والمستشفيات دون حسيب ولا رقيب مدعومة بضوء أخضر أمريكي وبإسناد غير مشروط من العواصم الغربية التي مازالت تمارس دور التابع المطيع للإدارة الأمريكية منذ سقوط ما يعرف بالاتحاد السوفياتي وتشكّل نظام القطب الواحد الذي يسيّر العالم بمنطق القوة والصلف والعجرفة ويخضع كل الأنظمة المارقة عن إرادته بالحديد والنار والعقوبات وحتى الاحتلال والتدخل العسكري كما حدث في العراق لما تم احتلاله في 2003 دون تفويض أممي واستنادا فقط على العجرفة الأمريكية لإسقاط بلد كل جريرته أنه كان منجما للعلماء ومدافعا شرسا عن قضايا الأمة فكان الثمن إسقاط قيادته الوطنية وإعدام رئيسه صدام حسين يوم عيد الأضحى إمعانا في إذلال الأمة العربية. وبمناسبة الحرب الهمجية التي تشنها على المدنيين العزل في غزة سعت إسرائيل إلى اللعب على المتناقضات بحديثها عن حرب الحضارة ضد الهمجية وصراع الإنسانية ضد تنظيمات داعشية الفكر والممارسة في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى مسوقة لصور تبين زيفها عن أطفال قالت إن المقاومة قد استهدفتهم في حين أن الوقائع أثبتت أنهم رضّع فلسطينيون اغتالت براءتهم يد الغدر الصهيونية بل إن كذبها المفضوح تجاوز ذلك إلى تحميل عملية مستشفى المعمداني إلى المقاومين الفلسطينيين واتهامهم بالضلوع في تلك المأساة للتنصّل من كل ذلك الحرج الذي أصابها وحلفاءها إثر قصفها المتعمد للمستشفى والتسبب في استشهاد 500 من المواطنين الأبرياء في عملية وحشية رجّت الضمائر الحية في عالمنا العربي وفي عدد من العواصم الدولية رغم أن العديد منها ينظر بعين واحدة منحازة للصهاينة في هذه الجرائم التي تقترف يوميا في الأراضي الفلسطينية إلا أن صوت الحق كان هادرا وأعلى من الأراجيف وسياسات الصنصرة وقمع الآراء المضادة. آخر الصفعات التي نالتها آلة الكذب الصهيونية كانت من داخل معاقلهم وعلى لسان الأسيرة الإسرائيلية يوخفد ليفشيتس التي أطلقت سراحها المقاومة الفلسطينية بحديثها للصحافة العالمية عن المعاملة الإنسانية والعناية الطبية التي حظيت بهما حتى إنها حرصت على تحية ومصافحة أحد عناصر المقاومة قبل أن يتسلمها ممثل الصليب الأحمر في حركة رمزية حمالة لعدة معان وهي رسالة تشكل هزيمة معنوية للصهاينة خصوصا وأن هذا الحديث قد قيل سابقا على لسان المواطنة الأمريكية وابنتها الذين تم إطلاق سراحهما الأسبوع الفارط والتي تثبت مرة أخرى زيف الروايات الإسرائيلية وسقوط تلك المتناقضات التي عملت على تسويقها دوليا فثبت كذبها على لسان المواطنين الإسرائيليين أنفسهم رغم الجيوش الجرارة والأموال المتدفقة من كل حدب وصوب لكسب المعركة بكل أبعادها ومن أهمها معركة الإعلام والصورة التي سقطت على صخرة عدالة القضية الفلسطينية. هاشم بوعزيز