تحتل العواصم في كل دول العالم قيمة خاصة تستمدها من رمزيتها كمركز للحكم والسيادة والسلطة المركزية وخلال سنوات كانت تونس العاصمة وخاصة شارع الحبيب بورقيبة والأنهج والأزقة المتاخمة له وجهة سياحية أولى ليس للأجانب فقط بل حتى للتونسيين القادمين من الجهات الذين يحرصون على التقاط صور تذكارية بجانب تمثال الزعيم الحبيب بورقيبة وابن خلدون والساعة العملاقة وباعة الزهور واليوم للأسف نرى العاصمة في صورة مخجلة تجتمع فيها الجريمة والأوساخ والباعة الفوضويون الذين يحتلون الشوارع والساحات من شارع فرنسا وشارل ديغول وساحة برشلونة وساحة منجي بالي وشارع جمال عبد الناصر وباب الجزيرة وساحة البساج وساحة علي بلهوان وغير ذلك من شوارع العاصمة الساحرة سابقا. وحتى شارع الحبيب بورقيبة احتله المتسولون والكلاب السائبة على مرمى من ضباط وإطارات وزارة الداخلية والوزير توفيق شرف الدين . فالعاصمة لها قيمة رمزية كبيرة وحين نرى ما تعانيه شوارعها من أهمال ومن أوساخ وفوضى وحجم جرائم البراكاج في شارع قرطاج ومحطة برشلونة نشعر وكأن الحكومة ممثلة في والي تونس وبلدية تونس قد تخلت عن العاصمة التي لم تعرف إهمالا كالذي تعيشه منذ عشر سنوات من تعميم الخراب والفساد. أن شعار التطهير الذي كثيرا ما ردده الرئيس قيس سعيد نرجو أن يشمل أيضا تطهير العاصمة وكل مدننا مما تعانيه من فوضى وتجارة فوضوية وكلاب سائبة وأوساخ فتونس جديرة أن تكون أجمل وأن تحافظ على وجهها كمدينة من أعرق حواضر المتوسط وعواصمه القديمة فهل نرى قريبا مجلسا وزاريا حول العاصمة التي تحولت إلى مزبلة ؟ نورالدين بالطيب