باريس (الشروق) من عبد الحميد الرياحي بالنظر الى الأرقام التي حققتها تونس الجوية خلال سنة 2004 يمكن الجزم من الآن بأن هذه السنة سوف تكون سنة نجاح استثنائي وعنوان لتألق هذه الشركة التي عرفت كيف تكتب قصة نجاح في ظرف دولي مضطرب وفي مناخ اقتصادي صعب ولعل أبرز عنوان لقصة النجاح هو اقدام تونس الجوية في بداية الأسبوع على افتتاح مقر جديد لها في قلب باريس يجسد أروع تجسيد مكانة هذا البلد في أولويات الشركة حيث تحتل فرنسا المرتبة الأولى بمليون ومائتين وستين ألف مسافر وهو ما يمثل 38 من إجمالي ما تنقله الشركة سنويا من ركاب.. قصة النجاح هذه لم تأت بضربة حظ، بل انها أتت ثمرة طبيعية لعمل محكم دؤوب انخرطت فيه إدارة الشركة وإطاراتها بتوجيهات سامية من قبل رئيس الدولة بغية امتصاص الاثار السلبية للصعوبات التي عرفتها الشركة سنة 2003 والتحليق عاليا في سماء النجاح والتفوق والامتياز. فلقد سجلت الشركة عام 2001 أرقاما قياسية تجاوزت سقف ال3.5 ملايين مسافر، ولكنها شهدت هبوطا في حجم معاملاتها عام 2003 بلغ 6 من حجم الركاب وذلك نتيجة لاستحقاقات عملية إعادة التأهيل التي انخرطت فيها الشركة.. لكن هذا الوضع سرعان ما تمّ تجاوزه لتقفز الأرقام مجددا ولتحقق تونس الجوية أعلى الأرقام في تاريخها متجاوزة أرقام 2001 بثلاث نقاط كاملة وأرقام سنة 2003 بنسبة 20 كاملة ب3.6 ملايين مسافر تم نقلهم عام 2004 ولا يخف أن أرقام سنتي 2002 و2003 قد تأثرت مباشرة بالظرف الدولي الصعب االذي نتج عن تفجيرات 11 سبتمبر وما خلفه من تأثيرعلى حجم السياحة العالمية وهو ما انعكس سلبا خاصة على السوق الفرنسية والالمانية التي تعدّ أسواقا تقليدية للسياحة التونسية وحرفاء هامين للخطوط الجوية التونسية. والآن فإنه يمكن التأكيد بأن هذه المصاعب أصبحت في طيّ التاريخ حيث أمكن بفضل الجهود الجبارة التي بذلتها ادارة تونس الجوية وعلى رأسها السيد رافع دخيل الرئيس المدير العام وكل اطارات وأعوان الشركة تجاوز هذه الصعاب وتحقيق رقم قياسي مكّن الشركة من التحليق عاليا في سماء النجاح رغم الظروف الصعبة ورغم المنافسة الشرسة.. وبفضل هذا النجاح فإن التطور الذي شهدته معاملات الشركة يتوزع على النحو التالي: 1) + 16 في الحركة العادية. 2) + 4 في الحركة الاضافية. 3) + 35 في حركة الشارتير. وهي أرقام تحققت بفضل استراتيجية واضحة ركزت على ألمانيا وايطاليا وبالخصوص فرنسا من خلال دعم خط توزر باريس وبعث خط جديد يربط بين سترازبورغ وجربة ودعم التعاون مع عديد وكالات الأسفار. وتتويجا لهذه الأرقام مع فرنسا وبحثا عن سبل مزيد دعمها جاء تدشين المقر الجديد للشركة بشارع فريدلند عدد 15 بباريس على بعد أمتار فقط من شارع الشانزيليزي الشهير ليمكن الشركة من تجميع كل فروعها بباريس بمقر واحد بما يساهم في تقريب خدماتها من الحرفاء ويمكنها من موطئ قدم في مكان استراتيجي تحلم بالانتصاب فيه كل الشركات الكبرى والطامحة الى دعم حظوظها في المنافسة على السوق الفرنسية. وقد أشرف على عملية التدشين السيد منصر الرويسي سعادة سفير تونسبفرنسا والسيد رافع دخيل ر.م.ع الشركة بحضور ثلة من اطارات وأعوان الشركة وثلة من الاعلاميين التونسيين.. وقد شفعت هذه العملية بندوة صحفية عقدها ر.م.ع الشركة حضرها أيضا جمع من الصحفيين الفرنسيين وكذلك بحفل استقبال في مقر السفارة التونسية بباريس حضره جمع غفير من أصدقاء تونسبفرنسا وتخلله عرض أزياء فريد أعاد رسم تاريخ تونس الجوية من خلال تطور أزياء طياريها ومضيفاتها ومضيفيها.. وقد أبدعت مضيفات تونس الجوية بجمالهن وبرشاقتهن في هذه المهمة التي شكلت إقلاعا عبر تاريخ الخطوط التونسية الحافل بالنجاحات والتألق. ** في سطور يتوزع أسطول تونس الجوية عام 2004 على النحو التالي: 12 طائرة A320 3 طائرات A319 4 طائرات B 737 - 500 7 طائرات: B 737 - 600 3 طائرات: A 300 - 600 وتتوزع شبكة خطوطها كالآتي وجملتها 50 وجهة: 26 الى أوروبا 5 الى الشرق الاوسط 9 الى افريقيا شبكة الشارتير: 90 وجهة الى أوروبا ومع أن معدل إعمار طائرات تونس الجوية لا يتجاوز 7 سنوات وهو ما يجعلها بين الاصغر سنا من حيث عمر الطائرات فإن الشركة تخطط من الآن لتجديد اسطولها والبحث عن وجهات مجدية جديدة لتكون دوما على درب الحداثة والامتياز.