أيام قليلة تفصل التونسيين عن اعلان تركيبة الحكومة الجديدة بما ستحمله من مفاجآت ربما كانت غير منتظرة للكثيرين ... تونس «الشروق»: ويدرك الجميع الآن ان امام الحكومة الجديدة الكثير من الاستحقاقات الاجتماعية والاقتصادية وان مفتاح معالجة العديد من الملفات الكبرى هو الاتحاد العام التونسي للشغل المنظمة الاجتماعية الأكبر والأهم والأكثر تمثيلا للاجراء والموظفين اضافة الى انتشار هياكلها في كل القطاعات والمؤسسات. معادلة... في السنوات الاخيرة كانت دوامة المطالبة بالزيادة بالأجور مقابل تواصل ارتفاع الأسعار هي المهيمنة على علاقة الاتحاد العام التونسي للشغل بكل الحكومات والمركزية النقابية لن تتخلى عن حق الإجراء وكل الموظفين في الزيادة في اجورهم في الوقت الذي كانت تعلن فيه كل الحكومات انها عاجزة عن التحكم في الأسعار ومنع ارتفاعها... فكثير ما ردد النقابيون كلام احد رؤساء الحكومات السابقين في جلسة له مع الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل ان الحكومة ليست لها سلطة على الأسعار وهو اعتراف ضمني بسلطة المحتكرين والمضاربين والمهربين... فقد عرفت السنوات الاخيرة ارتفاعا مشطا ومتواصلا للأسعار مما ادى الى تدهور المقدرة الشرائية للمواطنين من مختلف الشرائح بشكل كبير وارتفعت نسبة التضخم وتدهورت قيمة الدينار مقابل العملات الأجنبية وازدادت نسبة الاحتكار مقابل عجزا تام من اجهزة الدولة عن التدخل ومقاومة هذه الظواهر لكن السؤال المطروح الان هل ستجد الحكومة الجديدة نفسها في نفس الدوامة ، دوامة الأسعار والأجور... مطالبة... امام الحكومة الجديدة حل وحيد وهو إيقاف موجة ارتفاع الأسعار ومقاومة الاحتكار والضرب بقوة على أيدي المهربين لا يمكن للحكومة ان تدخل في هدنة مع مطالب الزيادة في الاجور دون ان تكون قادرة على التحكم والسيطرة على الأسعار... مصادر الاتحاد تؤكد اليوم ان كل الأرقام والمؤشرات مفزعة وان مشروع الميزانية القادمة يحمل الكثير من النوايا للزيادة في أسعار المحروقات والكهرباء وهو ما يعني بالضرورة ارتفاع أسعار المنتوجات والسلع الاستهلاكية وعلى الحكومة الجديدة ان تضبط برنامجا جديا لوضع حد لهذا الارتفاع الجنوني للأسعار دون مبرر... هدنة في الاجور يجب ان تقابلها بالضرورة هدنة في الأسعار وعلى رئيس الحكومة الجديد الحبيب الجملي أن يتحمل المسؤولية ويدرك حقيقة التدهور الكبير للمقدرة الشرائية للتونسيين الذين صار اغلبهم اليوم عاجزا عن اكل اللحم وأصبح الحصول على علبة حليب يحتاج الى جهد وبحث... اذا تواصلت دوامة الزيادة في الاجور وارتفاع الأسعار فان ذلك لن يكون في صالح اي طرف واولهم الحكومة الجديدة التي أمامها استحقاقات اجتماعية واقتصادية كبيرة لابد من معالجتها...