تستعد ألمانيا لعقد مؤتمر دوليً حول ليبيا بهدف إخراجها من دائرة الصراع الدولي، وتحديدا بين باريس وروما، وإيجاد الحلول الجذرية لإنهاء الأزمة والاتفاق على تسوية سياسية بين الأطراف الفاعلة ،وذلك بعد فشل المبادرات العربية ومقترحات الأممالمتحدة. طرابلس (وكالات) أعلن سفير ألمانيا بالعاصمة الليبية طرابلس، أوليفر أوفتشا، أن برلين تبذل جهدا لتنظيم لقاء دولي حول ليبيا قبل نهاية العام الجاري بهدف إعادة الوضع في هذا البلد إلى استقراره. وقال السفير في تغريدة نشرها على حسابه في «توتير»: «ألمانيا تشعر بالقلق حيال الوضع في ليبيا، وتشارك الكثيرين في ضرورة بذل جهود جديدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا». ومن جهتها اكدت مصادر ديبلوماسية ، أن عقد المؤتمر الدولي، يتم التجهيز له بخطوات رصينة ودقيقة، لتفادي أخطاء مؤتمر باليرمو في إيطاليا، ومؤتمر باريس، اللذان لم ينجحا في إيجاد تسوية بين الأطراف الليبية. وأكدت المصادر أن عقد المؤتمر، سيكون شهر نوفمبر المقبل، وأن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قد أجرت حوارات وُصفت بالجادّة، مع قادة الدول الإقليمية والمهتمة بالملف الليبي، خلال عقد قمة الدول السبع الكبار، في فرنسا الشهر الماضي. وفي نفس السياق شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على ضرورة قيام بلادها بدور لدرء «حرب بالوكالة» في ليبيا، محذرة من أن الوضع في هذا البلد يهدد بزعزعة استقرار القارة الإفريقية بأسرها. وقالت ميركل أمام البرلمان الألماني: من الضروري أن نبذل كل ما بوسعنا لضمان عدم تصعيد الوضع في ليبيا إلى حرب بالوكالة وستقوم ألمانيا بدورها. مشددة في هذا السياق على أنه «إذا لم تستقر الأوضاع في ليبيا فإن استقرار المنطقة الإفريقية بأسرها سيتزعزع». يتزامن هذا التصريح اللافت مع إعلان السفير الألماني لدى ليبيا وليفر أوفكزا، أن برلين تجري مشاورات بهدف عقد مؤتمر دولي حول ليبيا في ألمانيا. ولم يذكر أي تفاصيل عن المؤتمر الذي جاء الإعلان عنه بعد أن أبلغت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل البرلمان بأن الوضع في ليبيا يهدد بزعزعة الاستقرار في كل أنحاء إفريقيا. وكان مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا غسان سلامة قد كشف الشهر الماضي عن خطط لعقد مؤتمر دولي بشأن ليبيا تشارك فيه الأطراف الأجنبية التي تدعم الجماعات المتناحرة على الأرض من دون أن يذكر مكان انعقاده. ونقل دبلوماسيون عن سلامة تأكيده قدرة ألمانيا على القيام بجهود وساطة لكونها طرفا محايدا في الصراع على عكس دول أخرى مثل فرنساوإيطاليا اللتين تتنافسان على النفوذ ولهما مصالح تتعلق بالنفط والغاز في ليبيا. وسيعمل هذا المؤتمر على حث الأطراف الخارجية على تطبيق حظر السلاح، وبذل جهود لوقف إطلاق النار، وتهيئة الظروف لاحقا لاجتماع فرقاء الأزمة الليبية. يذكر أن ليبيا تمر منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011 بتدخل مباشر من حلف الناتو، بأزمات مستفحلة وانقسام حاد، كما تشهد مناطق غرب البلاد منذ الرابع من أفريل الماضي عمليات عسكرية واشتباكات عنيفة على تخوم العاصمة وفي أطرافها بين الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني المتحالفة مع الميليشيات. وقادت عدة دول غربية مفاوضات ووساطات من اجل حل الازمة الليبية فيحين بقيت جامعة الدول العربية عاجزة عن تحقيق أي اختراق في الملف الليبي وأصبحت مجرد شاهد على العصر وفق وصف تقارير اعلامية.