«الشروق» مكتب الساحل: بيانو وسط الركح، فنان برز ببدلة رمادية أنيقة، كاريزما، تميز بحضور ركحي وبأداء وكتابة أغان برتبة صور شعرية عاطفية عميقة، مع فرقة موسيقية منسجمة شكلا ومضمونا بقيادة الموسيقي محمود العيد، مؤشرات أوحت بسهرة رومنسية رائقة أمنها الفنان اللبناني مروان الخوري مساء السبت بمسرح الهواء الطلق «سيدي الظاهر» في إطار فعاليات الدورة 61 لمهرجان سوسة الدولي . الجماهير كانت في الموعد وعاشت ليلة من ألف ليلة مع الألحان الشجية والتعابير الشاعرية بصوت رقيق متميز في نوعيته غنى من جديده وقديمه من خلال عشرين أغنية وعزف عذب الألحان بالبيانو الذي صاحبه في العديد من الأغاني خاصة ذات الإيقاع الهادىء الذي أخذ المتفرجين إلى عالم سحري بمشاهد صورتها كلمات « يا رب»،»خذني معاك»،»رح اغني الليلة»،»معقول»»كل القصائد»،»ماعرف»، «لو»، «بيتمون»،»قولي بحبك»،»بعدك يا هوى»،»خليك»،»أنا والليل»،»علقتني بالهوى»،»مرت سنة»،واختتم الحفل بعد ساعتين من الغناء دون إنقطاع بأغنية «مغرم» حيّى بعدها جمهوره الذي استمتع بهذه الأغاني من خلال بقاءه إلى آخر الحفل متفاعلا بالغناء والتصفيق والهتاف وأكّد مروان أنه يحترم جمهوره على قدر احترامه لما يقدمه من فن راق، ونفس الخصال تميز بها في استقباله للإعلاميين من خلال الندوة الصحفية مرسخا تواضعه ورحابة صدره وتقبله لكل أنواع الأسئلة ورجعنا به إلى آخر حوار مع «الشروق» سنة 2010 حيث قال أنه «لا وجود لعمالقة في المشهد الموسيقي العربي ولكن هناك أصوات ومشاريع فنية» وإن كان لازال متمسكا بهذا الرأي فقال «أنا عادة منسجم مع نفسي ولا أتراجع عن تصريحاتي مازلت مصرا على أنه لا توجد شخصيات بحجم التي ظهرت في الزمن الجميل والأهم ليس الصوت بل المشروع الفني الذي يقدمه ذلك الفنان فمثلا عبد الحليم حافظ قدم مشروعا فنيا وغيره كثيرا فزمننا أصعب من زمنهم فأن يقرر الفنان ممارسة فن محترم يعبر عنه يواجه عدة تحديات لذلك أثمِّن كل من هو ثابت على تقديم فن جيد لأن ذلك ليس بالسهل «، وحول تعليقه على قول أحد الجماهير في حفل بدار الموسيقى العربية عندما قاله «يا مروان يا عسل» فأجابه مروان «عسل آه بس سكر ما في» وكان يقصد أزمة السكر التي كانت موجودة في جمهورية مصر وهل هذا التعليق أثرر في حضوره في مصر؟ أجاب مروان ضاحكا « حاولت أن أكونقريبا من الجمهور والمصري معروف بالنكتة وخفة الظل صحيح قلت لأحدهم العسل آه ولكن السكر صعب وكانت هناك ازمة سكر في مصر وبالعكس ضحك الجمهور وانبسط لهذا التعليق وهناك من قال أنني أتهكم على أزمة السكر ولكن مقصدي لم يكن السخرية «، وردا على السؤال الثالث ل»لشروق» إن كان جمعه بين التلحين والتأليف يبعث فيه نوع من الأنانية تجعله يحتفظ بأفضل الأغاني لنفسه أجاب مروان الخوري قائلا «لا شك في أني أحاول أن أعطي لنفسي الأولوية بمعنى أن هناك جمهوري يحبني ويطلب مني العديد من الأغاني ولحنت عدة نوعيات ولكن أديت ما يشبهنني ويناسبني وهناك ألحان رأيتها مناسبة لغيري وحتى العديد يسألونني لماذا لم اغنيها أقول لهم لأنها لا تشبهنني في ظل حرصي على ان يكون للفنان لون غنائي وحتى إن قام بالتنويع ولكن يبقى محافظا على شخصية غنائية معينة».