تونس (الشروق) ولد علي الرياحي يوم 30 مارس 1912 وتوفي بتاريخ 27 مارس 1970 على ركح المسرح البلدي بتونس عن سنّ 58 عاما وآقترنت طفولته بهواية وموهبة الرّسم التي تحوّلت في صباه إلى ميل جارف «للمغنى» الطربي وظهر أمام الجمهور لأول مرّة سنة 1936 وهو في سنّ 24 وآشتهر «سيدي علي» في حياته بلقب مطرب الخضراء وشغل الجمهور التونسي وجيله من الروّاد والأحفاد بفنّه شعرا ونثرا ولحنا وغناء وكان صاحب مدرسة منفردة بعيدة عن التقليد بفضل مواهبه الفنيّة المتعدّدة التي طبعها بالإجتهاد والمثابرة والعطاء لتطوير معارفه الفنيّة فتدفق إبداعه الواسع ليحقّق الشّهرة التي نشرت الفرح «الراقص» وتخطى علي الرياحي «غصّة» نقيصة العوز الأميّ قراءة وكتابة بصياغة ألحان أغانيه من خلال ضبط إيقاعاتها بنقراته على الطار وبمُرافقة حاضنة وداعمة لعدد من الملحنين من أبناء جيله مثل عبد الحميد بلعلجية ونّاس كريم – أحمد القلعي وغيرهم وعوّل «سيدي علي» في تأليف كلمات أغانيه على عدد من الشعراء مثل رضا الخويني – أحمد خير الدين – نور الدين صمود وبلحسن العبدلي وغيرهم ممّن أعطوه التربع على عرش الأغنية بكلمات «بسيطة» معبّرة وعالية الذوق تمسّ الوجدان وطرحت بمقامات وأنغام مزجت بعبير مشترك بين النغمات التونسية والشرقية وزاد على ذلك بتطويع الإيقاعات الإفريقية ضمن الألحان التونسية في «سابقة» فنية بأسلوب تجديدي يحفظ «مقام» الأغنية التونسية. وللتعريف بفنه بالخارج قام الرياحي بجولات بكلّ من مصر والجزائر أين لقي كلّ الترحاب والتبجيل والإعجاب الإنبهاري من كبار الفنانين على غرار محمد عبد الوهاب وشادية وفريد الأطرش وتابعته الجماهير العربية باهتمام إشعاعه الفني المتنوع إنتاجيا وترك علي الرياحي أكثر من 300 أغنية وقد حاز سنة 1944 على الوسام الفخري إكبارا وتقديرا لجهوده السخية في إعلاء شأن الموسيقى التونسية ومساهمته في رفع الذوق العام بجملة ألحانه وأغانيه «الطروبة» وآحتفاء بهذا الحدث أقام له جمع من الأدباء والفنانين والإعلاميين من بينهم العربي الكبادي – محمود بورقيبة – خميس ترنان وغيرهم احتفالا يوم 26 مارس 1944 وتناولت عديد الإذاعات العربية والدولية والجرائد والمجلات مسيرة الرّاحل وأغانيه بكثير من الإهتمام والتقدير ونجاح «سيدي علي» يرتكز أساسا على إيمانه بموهبته وتخطى «عوائق» الأميّة بالعمل الإجتهادي وآختياره الموفق «لأساتذته» المعاونين ومحيطه الفنّي وحرصه على التجديد وعشقه للمغنى الأصيل وبعصامية «النّاعمة» والنّافعة كتب المطرب علي الرياحي «الخلود» الدائم في ذاكرة الأجيال المتعاقبة بأرقى الأغاني والألحان التي بقيت متداولة ومطلوبة الإستماع .