بنزرت (الشروق) اختصت بنزرت عبر العصور بعادات لا تزال راسخة ومد حضاري وثقافي ملحوظ . ولعل اسمها الحالي كما تتفق عديد الدراسات يؤكد قوة التلاقح الحضاري. ومن اهم شواهد المدينة معلم سيدي الحني او دار الحوت والقصيبة. وتذهب الدراسات المنجزة حول تاريخ المدينة والمد التصوفي حولها إلى أهمية انتشار الزوايا والمساجد بقلب مدينة بنزرت المتاخمة ومن أشهر المعالم التي ماتزال قائمة إلى اليوم زاوية «سيدي محمد المسطاري» وجاء في دراسة بعنوان «بنزرت ووليها الصالح سيدي المسطاري « لمحمد عبد العزيز بن عاشور نشرت عام 2000 ضمن أعمال الندوة السنوية التاريخية لمدينة بنزرت ان « محمد بن احمد المسطاري المكناسي الشاذلي من مكناس مولود عام 1632 بالمغرب وتوفي بمكة سنة 1691. وقد ظهرت ميولاته الصوفية منذ طفولته وانتقل إلى فاس حيث لازم الشيخ قاسم بن احمد القرشي السفياني ابن للوشة واخذ عنه الطريقة الشاذلية حتى أصبح قطبا من أقطاب تلك الطريقة ثم رحل الى المغرب وتونس وطرابلس ومصر والشام والحجاز . كما جاء في كتاب :»بنزرت تاريخ وذاكرة « ان كل حي وأحيانا كل نهج له زاويته لكن أهمها على الإطلاق زاوية سيدي المسطاري» وقد دخل الشيخ مدينة بنزرت وفق حوالي عام 1673 م حيث ظهرت كراماته. وقد تضمنت ذات الدراسة ان سلوك الشيخ وتجرده وعبادته المتواصلة وكرامته الواضحة جعلته يمتاز بمكانة متميزة عند الأهالي. وأما عن زاويته فهي من مآثر الباي مراد بن حمودة باشا المرادي بناها بتاريخ 1674 م. وبحسب المهتمين بهذا المبحث فقد مثلت فضاء للعلم والعمل الخيري والإغاثة لمن يطلب . كما حمل احد الجوامع بقلب المدينة العربي ببنزرت اسم هذا الولي الصالح فسيدي المسطاري هو ولي بنزرت الأكبر وفق المهتمين بتحولات المدينة ومثل قطبها اللامع على غرار سيدي محرز بتونس وسيدي عزوز بزغوان .وقد شكلت الزاوية فضاء اجتماعيا وثقافيا لعقود في حياة العائلات البنزرتية.