هل ترعى تونس كبار السن فيها سؤال يتبادر الى الذهن عندما نلاحظ غيابا كليا لمراكز إيواء مرضى الزهايمر العمومية ووجود مركز وحيد عمومي لتشخيص المرض بالإضافة الى ارتفاع كلفة الايواء في المراكز الخاصة وندرتها رغم ارتفاع اعداد المرضى. سؤال تبرره حاجة المواطن لخدمات بلاده عندما يبلغ أرذل العمر. تتميز مرحلة الشيخوخة بمجموعة من الأعراض التي تظهر غالبا في سن 65 مثل تدهور القدرات العقلية للإنسان تدريجيا الى جانب ضعف قدرته على التذكر كما تتراجع مهاراته الحركية والحياتية وتختلف أمراض وأعراض الشيخوخة من شخص لآخر حسب قدراته العقلية والنفسية والجسدية والوراثية واستعداده الصحي لمقاومتها ويعاني المسن من فترة الشيخوخة من نقلة اجتماعية تؤثر على علاقاته فيبدأ بالانطواء والقلق الاجتماعي وصعوبة النوم وتراجع الرغبة في التفاعل والتواصل الاجتماعي ويصل إلى حالة من الاكتئاب كما تظهر أمراض عديدة لعل اخطرها الزهايمر وفي هذه المحنة يظهر معدن العائلة والمجتمع ذلك ان هذا المرض في حاجة الى الكثير من الصبر والجهد والمال وخصوصا الحب فالمريض رغم عدم وعيه بالمحيطين به وادراكه لصلته بهم الا انه بالتأكيد يشعر بحبهم ورعايتهم وهو ما جعل احد المرضى يقول لأفراد اسرته «أريد العودة الى المنزل وهو يعني مركز الرعاية الذي يقيم فيه» فوعي الاهل والمجتمع بطرق التعامل مع كبار السن حتى عندما يفقدون ذاكرتهم مهم جدا في تخفيف غربة العمر عنهم. لكن متى تتطور خدمات الدولة مع تطور امراض العصر ثم هل اهتمت الدولة بأطفالها ورضعها حتى نطالبها بالاهتمام بكبار السن فيها؟