بلغ عدد الرضع المتوفين حسب وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ 12 رضيعا، وقد تم تكليف 18 خبيرا في لجنة تم تشكيلها للتحقيق في أسباب هذه الوفيات. الوزيرة قدمت أمس تفاصيل «الكارثة» التي هزت الرأي العام والتي جدت بمركز التوليد وطب الرضيع وسيلة بورقيبة التابع لمستشفى الرابطة بتونس. تونس-الشروق، ما يروج من إشاعات عن الدواء الفاسد والسيروم وإن كانت هذه المواد هي المتسببة في قتل الرضع، إضافة إلى الإجراءات المتخذة ومدى جدية التحقيق أو صوريته، وتعويض العلب الكرتونية «الكرضونة» التي يحمل فيها الرضع الموتى، والسيناريوات الممكنة ودوائر الاتهام في قضية الرضع، هي أبرز النقاط التي حاولت تفسيرها سنية بالشيخ أمس بدار الضيافة بقرطاج، على إثر تقديمها للجنة التحقيق المتركبة من ممثلين عن الأطباء والصيدلة والدواء وحفظ الصحة من القطاعين الخاص والعام. مشكل وتسييس لم تنف سنية بالشيخ وجود إشكاليات في قطاع الصحة العمومية ووجود حادثة موجعة تستدعي التحقيق والمحاسبة، وقالت إن كل من أخطأ سيحاسب. وقالت :»البحث ليس صوريا كما يشيع البعض، هناك مشكل وسنقف عليه. وسيحاسب كل من قصر. لكن علينا أن نفهم أولا حقيقة المشكل.» وأشارت إلى أن الحادثة تهم قسم طب الولدان الذي يضم رضعا وزنهم من 600 غرام إلى كيلوغرام و300 غرام. وعمرهم بين 28 و32 أسبوعا ومنهم من هو في الشهر السادس والسابع، ومناعتهم ضعيفة. وقالت إن الوفايات وبعيدا عن الحادثة الحالية تصل في هذه الفئة إلى 40 بالمائة وهي من أفضل النسب العالمية. لكن هذا لا ينفي مسؤولية البحث في ما وقع. وحول ما اتخذته الحادثة من أبعاد تناولت إشكاليات الوزارة وقطاع الصحة عموما، قالت إن ميزانية وزارة الصحة هي الرابعة بعد الداخلية والدفاع والتربية. وأنها شهدت زيادة بأكثر من 6.5 بالمائة وتقدر بألفي مليون دينار، واستنكرت من يسوق إلى أن ميزانية الوزارة لا توفر الجودة والكفاءة، واستغل الحادثة للغرض، وتحدث عن هجرة الكفاءات ومشاكل القطاع، وعن الأزمة ومشاكل القطاع. وهنا توجهت الوزيرة بالنيابة بالحديث إلى الوزير المستقيل قائلة :»أحيي زميلي وأستاذي عبد الرؤوف الشريف وأقول له هذه الأخطاء لا تتحملها وحدك بل هي نتيجة تراكمات، قطاع الصحة كله اليوم قطاع استعجالي ويحتاج التدخل.» واعتبرت أن هناك توظيفا للحادثة. وقالت :»لا للتوظيف السياسي عندما يتعلق الأمر بآلام الناس والحرقة.» واستغربت من الإشاعات التي أوصلت عدد الوفايات إلى 60 و80 والمساومات التي صارت لاستغلال الحادثة. داعية إلى ترك الكفاءات والأطباء يعملون، ودعت إلى الثقة ثم المحاسبة في صورة غياب نتائج «إذا غابت الثقة في قطاع الصحة فيا خيبة المسعى، المشكل هو مشكل حوكمة سنقوم بحله.» وقالت إن عدد الوفايات إلى غاية يوم السبت هو 11 وفاة، ثم توفي رضيع آخر يوم الأحد، قررت رئيسة القسم اعتباره بين ضحايا التعفن الجرثومي، لتبلغ جملة الوفايات 12 رضيعا. ويتجاوز عدد الرضع الذين تناولوا هذا المستحضر الغذائي عدد الضحايا وتتم حاليا متابعتهم. دواء «فاسد» أو سيروم ؟ حول إن كان سبب الوفايات تتعلق بدواء أو «سيروم» فاسد، نفت الوزيرة هذه الفرضية المتداولة، وأشارت إلى أن ما حدث يتعلق بأكياس يتم تحضيرها لتغذية الرضع في الغرف البيضاء، وليس بدواء أو سيروم فاسد. وأن الغرفة البيضاء عادة ما تتوفر فيها الشروط المحلية والعالمية وعادة ما تكون معقمة. وقد انطلق الخبراء والطاقم الطبي بأخذ عينات من الرضع الذين توفوا وظهرت عليهم حالات التعفن، وسيتم القيام بالتحاليل في أكثر من مخبر تحليل لمعرفة النتائج بصورة محايدة. وبعد التحاليل الأولية اتضح أن التعفنات تشير إلى عوارض تعفنات من المادة المحضرة. وحسب النتائج الأولية هناك ما يسمى بالتعفن الذي يمكن أن يصير في المستشفى Infection nosocomiale والتي تتعلق بالهواء أو الأرضية ومناخ المستشفى. ومن الإجراءات المتخذة إغلاق القاعة المخصصة لإعداد المستحضر الغذائي أي القاعة البيضاء وتعويضها بقاعة في قسم النخاع الشوكي، كما تقام في مركز وسيلة بورقيبة تحقيقات واستخراج عينات للتحليل من الأرض والهواء والقاعة لمعرفة أسباب التعفن. كما تم إخضاع كل الأكياس التي تم تحضيرها واستعمال جزء منها لتغذية الرضع، والتي تواريخها تنطلق من 4 مارس، للتحليل. وتم اتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع انتقال العدوى إلى بقية الرضع بالقسم الذي يضم 80 رضيعا، ظهرت علامات الإصابة عند 20 منهم. وقالت بالشيخ إن التحقيق يستمر بين 4 و5 أيام أما النتائج النهائية فيمكن أن تقدم في 10 أيام. علب «الكرتون» إثر محادثة بين وزيرة الصحة ورئيس الحكومة تقرر أن ينتهي استعمال العلب الكرتونية لوضع جثث الرضع، خلال شهر. وقالت بالشيخ إنها مستعدة للمحاسبة في صورة لم يتم التغيير. وحول دفع 570 دينارا من طرف الأولياء الذين توفي أبناؤهم قالت إنها ستقوم بالتثبت من المعلومات والتحقيق في كل ما يروج، واتخاذ الإجراءات. كما تحدثت عن القيام بالرعاية النفسية للنساء الحوامل اللاتي لم تنجبن واللاتي يتعرضن لأزمة نفسية بسبب ما حصل والموجودات في وسيلة بورقيبة. كما توجد خلية نفسية للأولياء الذين أبناؤهم في المستشفى.