لا شيء اسهل من الاعتداء بالعنف على المراة في تونس أيا كانت القوانين والعقوبات التي يستوجبها هذا الاعتداء. والسبب في ذلك هو عدم تمكن القوانين من تغيير العقليات الاجتماعية في تونس ما لم تكن مرفوقة بحملات توعوية وتثقيفية تبدأ بالام وبالمدارس. فالام "مدرسة إذا اعددتها اعددت شعبا طيب الأعراق" كما يقول الشاعر حافظ إبراهيم والمدرسة هي الشريك الفاعل في اعداد الناشئة وتدريبها على الحقوق والحريات. تغيب عنّا هذه المسائل في تونس لذلك لم تنجح القوانين بعد في الحد من ارتكاب العنف ضد المرأة. تماما كما لم تنجح قوانين أخرى في الحد من جرائم أخرى اكثر بشاعة في حقنا جميعا مثل الفساد والرشوة. فالقوانين لم ترافقها حملات تحسيسية توعوية تنشر ثقافة اللاّ فساد. بل إنّ الفساد اصبح فيه نوع من البطولة. احدهم وهو مسؤول كبير في البلاد قال لي تعليقا عن نظافة يد النساء وعدم تورطهنّ في الفساد "خوّافة وما عندهاش قليّب". وماذا يفعل القانون امام مثل هذه العقليات؟ فالحملات التثقيفية التوعوية هي الثورة الحقيقية التي يجب ان تتحقق في البلاد.