«المدرسة القرانية» بالرقاب ، هي معسكر لتفريخ الإرهابيين ، فضيحة كبرى وملف لا يُغلق بمجرّد اقالة بعض المسؤولين .. هذا ما اجمع عليه نواب البرلمان في جلسة عامة طُرح فيها ملف المدرسة التي تم اغلاقها مؤخرا واعتقال صاحبها . تونس الشروق غيّر نواب البرلمان امس رزنامة عمل الجلسة العامة ،و أضافوا نقطة تتعلق بمناقشة التطورات الأخيرة في علاقة بالمدرسة القرانية التي تم كشفها في منطقة «الرقاب « من ولاية سيدي بوزيد ، وتمكّن النواب من تعديل رزنامة العمل بعد نقاشات مطوّلة تميّزت بالتوتّر بين النواب ، تم على اثرها رفع الجلسة العامة لتمكين رؤساء الكتل النيابية من جلسة مغلقة مع رئيس البرلمان محمد الناصر ، انتهت بإقرار التصويت على تعديل الرزنامة . الحومة تحتضن الإرهاب نائبة الجبهة الشعبية مباركة عواينية ، اكدت ان المدرسة موجودة على الطريق العام وان الأطفال يتدربون على الطريق العام ، وبالبرغم من ذلك لم تنتبه الدولة لما يحدث ، وشددت مباركة عواينية على أن الاقالات التي حصلت على خلفية هذا الملف ، لا يمكن ان تمثل اغلاقا له بل هي فتح للملف ، مشيرة الى ضرورة التحقيق في المسالة والكشف عن كل المورطين . نائبة الجبهة الشعبية اكدت ان الإرهاب في تونس تحتضنه الحكومة منذ سنة 2011 ، مشيرة الى ان صمت رئيس الحكومة يوسف الشاهد على الجهاز السري لحركة النهضة يعتبر تواطؤا معها ، وقالت مباركة عواينية «الحكومة تفتح أعينها على من يتناقض معها وتغمض عينها على من يتقاطع معها « أما نائب حزب حركة الشعب رضا الدلاعي فقال ان المدرسة القرانية في الرقاب هي عبارة عن «محتشد « لا علاقة له بالدين ولا باهالي الرقاب ، وأضاف الدلاعي ان ما حصل يعتبر «فضيحة « لا تكفي اقالة الوالي والمعتمد لمعالجتها ،وتساءل الدلاعي عن أسباب غياب وزارة المراة ووزارة الشؤون الدينية ، معتبرا ان ما حصل ليس ظاهرة معزولة بل هناك بؤر أخرى في عدد من المناطق . كما أضاف الدلاعي أن عدم الحسم في ملف شبكات التسفير و اغتيال الشهيدين بلعيد والبراهمي ..يجعل من تونس غير قادرة على تجاوز كل الفواجع ، مشددا على ضرورة حماية المساجد من الخطاب المتشدد. واكد الدلاعي وجود طرف حزبي يسيطر على المساجد ويتحكم في التعيينات فيها . أما نائب حزب حركة نداء تونس رمزي خميس فشدد على ان المدرسة التي تم كشفها هي عبارة عن «معسكر تدريب « معتبرا ان ما حصل وضّح للشعب التونسي وجود نواب ومحامين مختصين في حماية والدفاع عن الإرهاب ، مشيرا الى انهم يتبنون هذا الفكر . كما دعا رمزي خميس رئيس الحكومة يوسف الشاهد الى اقالة كل والي يثبت ان الولاية التي يقودها تحتضن مثل هذه المعسكرات . رمزي خميس شدد على ان هذه المعسكرات يتم تخصيصها لتدريب الأطفال على «الجهاد» ثم يتم تسفير الى بؤر التوتر او تحضيرهم لاقامة خلافة إسلامية في تونس ، وأشار رمزي خميس الى وجود نائب تدخل لفتح المدرسة من جديد بعد ان تم اغلاقها . بارود للمدافع أما نائبة كتلة الائتلاف الوطني هاجر بالشيخ احمد فقد شددت على ان هذه المدرسة هي «معسكر للدمغجة والتدريب على القتال « ، مشيرة الى ان الهدف من تركيزها هو تكوين جيش من الأطفال يتم استعمالهم « بارودا للمدافع « . واعتبرت هاجر بالشيخ ان هذه المدارس تمس من امن الدولة . نائبة حزب التيار الديمقراطي سامية عبو اكدت ان الدولة غائبة كليا في هذا الملف ، مشيرة الى ان هذه المدرسة تقوم بتحضير «وحوش ادمية «. وأضافت عبو انهم يدّعون الإسلام لكن في الحقيقة لا علاقة لهم به ، مؤكدة ان من في السلطة اليوم على علم بما يحدث ، مضيفة انها حذرت سنة 2013 من المدارس القرانية غير القانونية ، وبقيت الى اليوم تدفع فاتورة ذلك بسبب تهجم ما اسمتهم «بالصفحات الورقاء « عليها وتشويهها . هتك الامن وانتصاب المدارس القرانية اما رئيس كتلة حزب حركة مشروع تونس حسونة الناصفي فقد شدد على ان هذه المدارس موجودة وبكثرة ، مشيرا الى انه وجه سؤالا للوزير المكلف بالعلاقة مع الهيئات +الدستورية والمجتمع المدني ، حول ملف الجمعيات فاجابه بان دوره ينحصر في العلاقة وليس الرقابة وان دور الرقابة مكلف به الكاتب عام للحكومة . الناصفي قال أيضا ، منذ سنة 2011 الى اليوم أينما تم هتك المؤسسات الأمنية ومراكز السيادة الا وانتصب هذا النوع من الممارسات ، طالبا ضرورة التثبت من الخيط الرابط بين الحلقتين ، كما اكد الناصفي ان ما يحدث طريقة استراتيجية ومخطط لها في سياق مخطط « أفغنة تونس». أما رئيس كتلة حركة النهضة نورالدين البحيري فقد شدد على انه من المؤلم ان تعيش تونس مثل هذا الوضع وان يعاني أبناء التونسيين ما عاناه الأطفال في هذه المدرسة ، واعتبر البحيري ان ما حصل جريمة في حق تونس وفي حق الأطفال والدين والمبادئ.. كما شدد البحيري على ان حرمان الأطفال التونسيين من حقهم في التعليم جريمة ،وحشرهم في هذه المدرسة و وتعريضهم للمخاطر جريمة أخرى . كما اعتبر البحيري ان هذه القضية تمس الامن الوطني وتمس الدستور والبلاد ، ويجب التعالي عن كل الحسابات السياسية للتعاطي معها .