لا يوجد شيء مستحيل في السياسة، وقد علمتنا الأحداث أن كل شيء ممكن، من كان يتوقع مثلا أن حكم الرئيس الليبي السابق معمر القذافي سينتهي بهذه الطريقة في ثورة 2011؟ ومن المميز في ليبيا أن كل شيء متوقع، وممكن، وإن كان خارجا عن المألوف والمنطق، ولعل الجنرال خليفة حفتر يعد من أبرز الشخصيات الخارجة عن المنطق والمتوقع، فالرجل كان حليفا وصديقا للقذافي ثم انقلب عليه، وتحالف مع المعارضين له في وقت لاحق في 2011 ليعود مرة أخرى وينقلب على حلفائه ويشن حربا عليهم في 2014 بالتحالف مع أطراف داخلية وخارجية. يرى كثيرون أن للعسكري العجوز حظوظا كبيرة في السيطرة على ليبيا أو الوصول إلى سدة الحكم بطريقة أو بأخرى لا سيما وأنه يتمتع بشعبية كبيرة، ولكن حتى تتضح الصورة بشكل جيد ولكي يسهل علينا التوقع يجب أن نحلل الواقع السياسي والعسكري في ليبيا بصورة موضوعية وبعيدا عن العواطف والتأثر بالصورة التي ينقلها الإعلام الموالي لحفتر أو المناهض له. هناك طريقتان لوصول حفتر إلى السلطة، وهما الانتخابات،والسيطرة العسكرية، ولذلك يسعى قطاع كبير من مناهضي حفتر إلى منع وصول الرجل عبر الانتخابات من خلال طرق مختلفة وفي الجانب الآخر يصارع مؤيدو الرجل من أجل ضمان ترشحه في الانتخابات المقبلة، وفي الحقيقة من المستبعد أن يصل حفتر إلى سدة الحكم بعملية عسكرية بالنظر إلى القوة العسكرية الكبيرة في الغرب الليبي، وكذلك التوجه العام إقليميا وعالميا والقاضي باستحالة إيجاد حسم أو حل عسكري في البلاد.