أجساد تتعانق وأرواح تتماهى لتبلغ أقصى درجات التصوّف والسمو شيئا فشيئا عبر الموسيقى ...هي جملة من التعبيرات الجسمانية والروحية تتلخص في عرض الفصول الأربعة لباليه أوبرا تونس كوريغرافيا الفرنسي إيميليوكالكانيو في اطار افتتاح السنة الثقافية الجديدة بمدينة الثقافة. تونس (الشروق) احتضن مسرح الجهات بمدينة الثقافة ظهر أمس الأول العرض الكوريغرافي «الفصول الأربعة» او«عرس الذئب» ويأت ذلك في اطار افتتاح السنة الجديدة لقطب الباليه والفنون الكوريغرافية بمدينة الثقافة الذي قدم لجمهوره ايضا العرض الكوريغرافيا «بنات وصلة» وفيلم وثائقي «ملحمة الأجساد الحالمة» وشهد عرض الفصول الأربعة اقبالا جماهيريا كبيرا عدد كبير منهم شاهد العمل اثناء عرضه في الدورة الفارطة من مهرجان قرطاج الدولي في فضاء مدار قرطاج فالجمهور اثنى على بلاغة الرسائل المنبعثة من العرض الى جانب تلك التعبيرات الجسمانية التي ظهرت في شكل لوحات فنية تخطف الأذهان وتؤثر في النفوس... الفصول الأربعة هو حصيلة تجربة وتكوين عدد من الراقصين التونسيين يختزلون رحلتهم الفنية عبر الفصول الأربعة في أقل من ساعتين تتعالى فيها الأصوات لتنخفض وتترك للموسيقى المجال لتتفاعل مع تلك الأجساد المتنافرة حينا والمتباعدة أحيانا أخرى ثم تتلاحم من جديد في مشهد فيه من الشاعرية ومن المعاني والمقاصد الشيء الكثير ... « الجسد سيكون في حالة من التماهي مع الموسيقى ليبلغ أقصى درجات التصوف «هكذا اراد إيميليوكالكانيو ان يصف العرض الذي أفاض بالكثير من الأحاسيس والمشاعر لكن فضل صاحبه ان يكون الجسد أسمى من الروح فطوع الموسيقى حتى تسمو به الى درجة التصوف ... «الفصول الأربعة» وهو إعادة استعراض الحياة اليومية للراقصين رغباتهم وثقافتهم. ينبش في قصصهم، عاداتهم، مشاعرهم سلبا وإيجابا يمر بالفصول الأربعة للمشاعر الإنسانية البرودة والدفء ، الفرح والحزن، الألم والأمل، الانكسار والانتصار، الكفاح من أجل البقاء حين تتباطأ حرارة المشاعر ويصبح الجسم يتحرّك بلا روح... موسيقى العرض يؤديها "غلين روكسل" بقيادة محمد بوسلامة ويجسد اللوحات الراقص كل من باديس خشاش وسرين دوس وحمدي الطرابلسي وهشام شلبي وهدى الرياحي والياس التريكي ومنعم خميس ونور مزوغي وعمر عباس وأميمة مناعي ورانية برهومي ووائل مرغيني ووفاء ثابتي وزياد السليمي. العرض تبعته حلقة نقاش أكد من خلاله عدد من الشباب الحاضرين على التكثيف من العروض الكوريغرافية وإعطائها الأهمية والأولوية التي تستحقها مثلها مثل بقية التعبيرات الفنية الأخرى كالمسرح والسينما والموسيقى... مشددين. على ضرورة برمجة العروض الراقصة في المهرجانات الصيفية.