لا أحيل هذا الوجع الغريب على الأستاذ شوقي طبيب رئيس الهيئة الوطنية المستقلة لمكافحة الفساد للتطبيب ما دام هو نفسه لا أخاله إلا عصّد مع شعب العصيدة باسم خير البرية وإنما على قوم يمارسون الفساد باسم الدين ويطالبون بمقاومته باسم الدنيا. كيف سيكون الأمر إذا كانت عصيدة المولد الشريف ب«زقوقوها» وبندقها وفستقها و«بوفرويتها» وحُليّها المذهب كلفتها من كلفة ولائم أمراء وشيوخ النفط والغاز ودينارنا أرخص من حبة بطاطا وجيوبنا أبرمت قهرا وثيقة توأمة مع فؤاد أم موسى منذ تحرّر الأسعار. كيف سيكون الأمر مع كوكتال ميلاد المسيح من لحم الديك الرومي ودجاج الماكينة و«القاطو» على طاولة «ست الستات» بنت العنب المعتّق يوم يرى المحتفل لا الديك حمارا وإنما بابا نوال يشطح على مزود وبنادير بن قمرة الليالي السود وإن كانت حمراء كدماء المسيح عند اتباعه. ألا يكون ثمن هذا الاحتفال من ثمن المناورات العسكرية الإسرائيلية الأمريكية التركية في فلسطين وسوريا والعراق حيث أراضي مولد كل الأنبياء. وهل ثمة قوم في الدنيا بمن في ذلك القبائل البدائية في أدغال غابات الأمازون أفسد من قوم يستكثرون في العودة المدرسية والجامعية كلفتها ويدفعون أضعافها للعصيدة والقاطو المغشوش ودجاج الماكينة والديك الرومي وكبش العيد وعصير العنب والشعير وغيرها ويكحلون عيونهم بالكحول وسواد فحم الوضع المحترق و«يكحّلوا» على السعادة من بعيد. قوم قد نجد فيهم من زيّن جبينه بختم شديد الزرقة والسواد بعضهم من فرط السجود للخالق وبعضهم «ماعون صنعة» من لا صنعة لهم سوى النفاق. ولكن جميعهم يحملون أختاما أكبر على جلدة بطونهم من تواتر الركوع ببطونهم لشهواتهم تحت غطاء الدين المفتعل. إذن نحن قوم سماتهم على بطونهم تبذيرا وفسادا لا تطاله المقاومة وهل يقبل الفاسد مقاومة الفساد؟