تونس الشروق: مثلما كان متوقعا إثر لقاء رئيس الجمهورية بهيئة الدفاع عن الشهيدين محمد البراهمي وشكري بلعيد فقد اتخذت العلاقة بينه وبين حركة النهضة منعرجا جديدا يمكن ان يوصف بالصراع المعلن من الجانبين. اعتبرت حركة النهضة في بيان لها مساء أمس الأول ان استقبال رئيس الجمهورية لوفد عن هيئة الدفاع عن الشهيدين محمد البراهمي وشكري بلعيد وما رافقه من تصريحات نشرت على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية سابقة خطيرة تتعارض مع حيادية تلك المؤسسة ودورها الدستوري كرمز للوحدة وهيبة الدولة. ورأت حركة النهضة في تلك الخطوة محاولة لإقحام رئاسة الجمهورية في عملية ضرب استقلالية القضاء وإقحامه في التجاذبات السياسية من طرف من اعتبرتهم "متاجرين بدم الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي". وعلى صعيد متصل ينتظر ان يعقد رئيس الجمهورية يوم الخميس مجلس الامن القومي للنظر في ملف "الجهاز السري" بعد المطلب الذي تقدمت به هيئة الدفاع عن الشهيدين البراهمي وبلعيد كما سيتم النظر في مطلب الهيئة أيضا بتوفير حماية من الأمن الرئاسي لقاضي التحقيق المكلف بالقضية. هذا ولم تقدم رئاسة الجمهورية أي رد على بيان حركة النهضة حول التصريحات التي نشرت على صفحتها الرسمية والتي اعتبرتها الحركة تخرج الرئاسة عن طابع الحياد والتوحيد بين كل التونسيين لتكون طرفا في الصراع السياسي. وبالنسبة لحركة نداء تونس فقد أكّدت في بيان ديوانها السياسي الاخير تبنيها لملف "الانقلاب" الذي تحدث عنه أمينها العام سليم الرياحي وعبرت عن مساندتها لتلك الدعوى التي تم رفعها أمام القضاء العسكري وهي قضية لم توجه فيها الاتهامات الى رئيس الحكومة ومن معه فقط وإنما اتهمت فيها حتى حركة النهضة بالمشاركة خاصة في محاولة الانقلاب على نداء تونس وافتكاك مقره. وفي البيان ذاته فقد أشارت حركة نداء تونس الى المضي قدما في تأكيد القطيعة مع حركة النهضة حيث دعت الدوائر القضائية المتعهدة بمتابعة ملف قضية ما أصطلح عليه ب"الجهاز السرّي "بالإسراع في "إظهار الحقيقة وتجريم المتورطين وكشفهم نظرا لخطورة الملف". إذن فان العلاقة بين حركة النهضة ورئيس الجمهورية بدأت تتخذ مسارا مغايرا بشكل كامل للمسار الذي أسس له منذ أواخر سنة 2013 حيث ان تخلي الحركة عن الرئيس في ملف التحوير الوزاري لم ينه الصراع وانما كان مجرد إعلان البداية وما شهدناه من أحداث متسارعة خلال اليومين الماضيين قد يقود الطرفين الى القطيعة النهائية خاصة من خلال تصعيد المعركة القضائية والديبلوماسية والسياسية بينهما. وهنا نذكر بلقاءات رئيس الجمهورية مرة أخرى والتي جاءت في إطار هذا التصعيد المتواصل، فهل يحافظ الباجي قائد السبسي على شعرة معاوية التي تتمسّك بها النهضة في بيانها أم أنه سيقطعها ويواصل معركته؟