قد يُضرب المُواطن التونسي عن العمل أوعن الكلام وحتّى عن الطعام دفاعاً عن حُريته وكَرامته لكن من شبه المستحيل أن يُقاطع الكرة التي يَطلبها صباحا مساءً ويوم الأحد وإن لم يجدها في ملاعبنا وتلفزاتنا فإنه يبحث عنها في الضفّة الأخرى من المُتوسّط حيث اللّعب الرَاقي والاحتراف الحَقيقي. اليوم قد تَجد الجماهير الرياضية ما يسدّ جُوعها للمتعة في بطولتنا المحلية ودون الحَاجة إلى «الهِجرة الافتراضية» نحو الدوريات الأوروبية. ذلك أن البرنامج يحتوي على مُواجهتين واعدتين بالفرجة والإثارة قياسا بالثّقل التاريخي والكروي للجمعيات التي سَتؤثّثُ قِمّتي باردووسوسة. في باردو يتلاشى ضَجيج البرلمان في حَضرة «البقلاوة» صَاحبة الأمجاد التليدة ومنجم المواهب الكبيرة من كريت والمغيربي إلى ليمام والهرقال الواثق مثل كلّ «الستادستية» بأن الجمعية ستظلّ صَامدة رغم الهزات التي تعرفها بين الحين والآخر. وهذا الإرث الكبير يَحرسه جمهور غَفير في باردو وبن عروس وقرنبالية وحتى في ولايات الجنوب لمن يعرف القاعدة الجماهيرية العريضة للملعب التونسي الحالم اليوم بكسر شوكة «السي .آس .آس» تماما كما فعل بالأمس مع الترجي والافريقي. إصرار فريق المكشر سيكون كبيرا لتحقيق الفوز خاصّة بعد أن حاد القطار في الفترة الأخيرة عن سكة الانتصارات وهو ما فَتح أبواب مركّب النيفر للشك الذي وَجب القضاء عليه قبل أن يُحبط العزائم ويُضعف الأحلام التي تُراود الأحباء الطامحين في القيام بموسم ناجح وهو حق مشروع بالنظر إلى التقاليد العريقة ل «البقلاوة» وقياسا بالامكانات المَهارية والتَكتيكية التي أظهرها النادي في نسخته الحالية. من جِهته، يتصدّر «السي .آس .آس» الترتيب العام عن جدارة واستحقاق خاصّة أن «المَاكينة الصفاقسية» تفوّقت بالضربة القاضية على «الصّغار» و»الكبار» الشيء الذي يُرشّح جمعية العقربي ودلهوم لاسترجاع الأمجاد والتربّع على عرش الكرة التونسية بعد فترة من الضّياع والصِّيام عن الابداع وهو العنوان الدائم والثابت في الطيب المهيري من زمن «كريستيك» إلى عصر «كرول». وَكَان «كرول» قد حَصد الألقاب والاعجاب في 2013 قبل أن يَرحل ثمّ يعود مرّة ثانية إلى باب الديوان بحثا عن أمجاد جديدة وانجازات فَريدة مع «جُوفنتس العرب». وتبدو أحلام «ابن الأجاكس» معقولة بالنظر إلى البداية المثالية والتي قد تَتعزّز اليوم بثلاث نقاط اضافية تضمن للفريق تَحصين كرسي الصّدارة وتُطَمْئِنُ أيضا «الصّفاقسية» على مُستقبل الجمعية. في سوسة، يَجتمع التاريخ الشهير لمدرستي الشتالي وبن دولات مع الرهان الكبير في سباق البطولة لِيُنتجا معا قمّة من نار بين نجم السّاحل و»قرش الشمال». وَتَقف «ليتوال» اليوم أمام فرصة ذهبية لتقتلع المركز الثاني من ضيف أولمبي سوسة الذي ستمتلىء مُدرّجاته بالأحباء المُتوافدين من أجل عيون الجمعية وبحثا عن «عُشوية» كروية حَافلة باللوحات الفنية خاصّة في ظل توفّر عنصر المَهارة لدى الكثير من لاعبي الجمعيتين وهما من كِبار القلاع الرياضية في الجمهورية التونسية. من جَانبه، تجاوز فريق القنال «كَابوس» الاضرابات الناجمة عن التأخير الحاصل في صرف المنح و»الشّهريات» وقد نجحت الجمعية في تطويق الأزمة بدعم الرّجال الغيورين على فَاتح القارة الافريقية والحَالمين مثل كلّ «البنزرتية» بالذهاب بعيدا في سباق البطولة التي تشهد شأنها شأن الكأس بِصَولات وجَولات الفريق ويكفي أنه كان آخر المُتوّجين بالزعامة المحلية قبل أن تُصبح حكرا على «البيغ فور» بفضل المَال والنفوذ والتحكيم والإعلام... وكلّ الأسلحة المشروعة و»المُحرّمة». نادي عاصمة الجلاء «يُقاوم» الظّروف ليفتكّ الريادة من «السي .آس .آس» ومن يدري فقد تساهم المُعاناة في تقوية أنياب «القرش» ليعزف «سمفونية» كُروية جديدة كتلك التي كَتبها أبطال الثمانينيات بقيادة الزواوي والمليتي ألف رحمة ونور على رُوحه. البرنامج بطولة الرابطة «المحترفة» الأولى (الدفعة الثانية من الجولة الثامنة ذهابا) (س14) في باردو: الملعب التونسي – النادي الصفاقسي (الحكم نصر الله الجوادي) في سوسة: النجم الساحلي – النادي البنزرتي (الحكم نعيم حسني) الترتيب 1 – النادي الصفاقسي 19 (-1) 2 – النادي البنزرتي 17 (-1) 3 – الترجي الرياضي 16 (-1) 4 – النجم الساحلي 15 (-1) 5 – الملعب التونسي 11 (-1) 6 – اتحاد بن قردان 9 (-1) 7 – اتحاد تطاوين 9 (-1) 8 – الملعب القابسي 9 (-1) 9 – النادي الافريقي 8 10 – نادي حمام الانف 6 (-1) 11 – شبيبة القيروان 6 (-1) 12 – نجم المتلوي 5 (-1) 13 – مستقبل قابس 4 14 – اتحاد المنستير 1 (-1)