شاهدت منذ يومين على قناة Histoire وثائقيا فرنسيا عن تونس بعنوان «تونس جاك بيريز» او «تونس كما صورها جاك بيريز» (la Tunisie de Jaques Pérez) يصور تونس من خلال عدسة المصور الفوتوغرافي الشهير جاك بيريز . وجاك بيريز، هو مصور تونسي من اب تونسي وأم ألمانية، ولد ونشأ في المدينة العتيقة حيث ولع بالتصوير الفوتوغرافي وتوثيق كل ما هو تونسي من ملامح ومعمار وأزياء وحلي وعادات وتقاليد.... وما يلفت في الفيلم، وهو من اخراج سعيد قاسمي وسيناريو فريديريك ميتيران، هو طريقة تناول المخزون الثقافي الكبير الذي تتمتع به تونس وتوثيقه بأسلوب فني يعتمد الصورة الفوتوغرافية الجامدة مع محاولة تحريكها او تحويلها الى مشهد حي . اضافة الى اعتماد المصور والصورة كشاهد وشهادة في الان نفسه وهو ما جعل الفيلم اقرب الى التأريخ منه الى الرواية او الحكي . وتكفي صور جاك بيريز وحدها في الفيلم لحكي مئات الاحداث والقصص والروايات، ولكن المخرج والكاتب طوراها الى مشاهد متحركة تتقد حيوية . وتكاد هذه النوعية من الأفلام تكون غائبة في تونس رغم الدعم الكبير الذي توفره الدولة لإنتاج الأفلام الوثائقية، ربما لعدم حرفية المخرج التونسي او غياب الكتابة السينمائية الوثائقية . ويبقى جاك بيريز في الاخر البطل الملحمي في الفيلم، ليس بوصفه محور الفيلم، الى جانب صوره بطبيعة الحال، وإنما لشغفه الكبير بتونس وعشقه لكل ما هو تونسي، حتى السلبي منه الذي التقطه في عديد الصور، اذ نادرا ما نعثر على مبدع تونسي يعشق تونس بالشكل والمشاعر التي أبداها بيريز في اعترافاته في الفيلم . يذكر ان فيلم « تونس جاك بيريز « سيعرض في ديسمبر القادم في المكتبة السينمائية بمدينة الثقافة في العاصمة .