لقبه جمهوره ومحبوه ب»شرير الشاشة العربية»، ولقد امتلأت حياته بأسرار لم يكتشف بعضها إلا بعد وفاته وكان على رأسها زواجه مرتين سرا، ليبلغ بذلك عدد زوجاته ثلاث زوجات وسنتعرف على قصته معهن خلال السطور التالية ! طبعا نحن نتحدث هنا عن الفنان المصري الكبير الراحل محمود المليجي الزوجة الأولى، وهي الفنانة «علوية جميل»، وهي الزوجة الوحيدة التي فازت بميزة الزواج في النور وبشكل علني، وتزوجته عام 1939، بعدما تعرفت عليه أثناء عملهما معا في فرقة يوسف بك وهبي، وانجذبت لشخصيته وأحبته وظلت تبحث عن فرصة الاقتراب منه إلى أن توفيت والدته ولم يكن معه المال الكافي لمصاريف الجنازة وهنا تدخلت «علوية» وأنقذته من الفضيحة بإعطائه 20 جنيها دون أن تخبر أحدا بذلك، وهو ما جعله يشعر بأنها يمكن أن تحل محل والدته فقرر الزواج منها. ...واليكم مزيدا من التفاصيل ! ملامح صارمة طبعا بملامح صارمة تمامًا، لا تعرف طريق الابتسامة، اعتدنا أن نرى الفنانة الراحلة، علوية جميل، تجسد الأدوار الصلبة بنفس طويل خلال مشوارها الفنّي، وبعيدًا عن شاشات السينما، حتى في علاقتها مع زوجها الفنان الراحل، محمود المليجي، يُقال إنها كانت كذلك أيضًا، قوية وصارمة، حتى أطلق عليها لقب «المرأة الحديدية». وقبل سنوات الشهرة، كان الفنان الشاب آنذاك، محمود المليجي، يعمل في فرقة يوسف بك وهبي، وكانت معهُ فتاة تُدعى، علوية جميل، كانت مُعجبة به كثيرًا، ولكن لم تصارحه حتى توفيت والدته، أثناء تقديم الفرقة عرضا مسرحيا في دمياط، وعند سماعه الخبر، انهار تمامًا وما زاد من حزنه أنه لم يكن معه المال الكافي لمصاريف الجنازة، علمت علوية بذلك الأمر، باعت مصوغاتها، ومنحته 20 جنيهًا. وفي عام 1939، تزوّج محمود المليجي من علوية جميل، الزواج الأبدي الذى استمر طوال حياته، حيث كانت «علوية» قوية وصارمة ولا تسمح بأى نزوات يقوم بها «المليجي» في شبابه، حسب شهادات المُقربين، كما قال ابن أخيه، إيهاب المليجي، الممثل ومخرج الإعلانات، في تصريحاته التى نشرتها الكاتبة الصحفيّة، سناء البيسي: «كان عمي محمود يعتبر علوية زي والدته، وكانت أكبر منه وشخصيتها أقوى منه بكتير، ينصاع لجميع أوامرها وطلباتها خاصة بعد اكتشافه كما أخبره الأطباء بعد فترة من الزواج أنه لا يستطيع الإنجاب». وأضاف: «كانت علاقته بإخوته طيبة خاصة مع والدي حسن المليجي مدير مصلحة الضرائب، وكان يزورنا شايل الهدايا، وبعد وفاة والدي سنة 70 تبناني لأرافقه حتى وفاته، وفضلت علاقته جيدة بأبناء عمه حسين وأنور وسعد وفاطمة أخته في الرضاعة، وكان كل دخله يحطه عند علوية وهي تشيل الفلوس في البيت». استمر زواج «علوية» و«المليجي» لسنوات طويلة، وخلال تلك الأيام كانت ترفض زيارة أى صديق لهُ في المنزل، حسب شهادة ابن أخيه:«كان يقابل أصحابه في القهوة أو علي الكازينو، وأهم أصحابه المخرج كمال الشيخ وسعد الشيخ والمخرج المسرحي أحمد زكي والممثل عبدالله الحفني، وكان يواظب علي صلاة الجمعة في مسجد باب اللوق مع الممثل عبدالمنعم إبراهيم». لم تتوقّف سيطرة «علوية» عند ذلك الحدّ، بل كانت تُفسد جميع مشاريع «المليجي» العاطفية تمامًا، ففي عام 1953، أحبّ لولا صدقي، ولكنه لم يستطع الزواج منها بسبب «علوية»، وفي أواخر الخمسينيات تزوّج من الفنانة، درية أحمد، وما إن وصل الخبر لزوجته، حتى أجبرته على طلاقها على الفور، وقام إسماعيل ياسين بفصل درية من فرقته إرضاءً لرغبة السيدة «علوية». وفي أحد الأيام، علمت «علوية» بزواج «المليجي» من فنانة شابة تُدعى، فوزية الأنصاري، كانت تعمل بفرقة أم كلثوم، وعلى الفور أجبرت الأولى «المليجي» على تطليقها في اليوم الثالث من الزواج، ولم تهدأ عندما فعلت ذلك، بل اتصلت بها هاتفيًا، وقالت لها بنبرة صارمة: «إنت طالق يا فوزية». محمود وسناء يونس صحيح أنّ أغلب محاولات وأد «علوية» قصص حُب زوجها نجحت، فيما عدا محاولة واحدة، لم تعرف عنها شيئًا حتى توفي زوجها في جوان 1983، حيث تزوج «المليجي» في نهاية السبعينيات من الفنانة الكوميدية، سناء يونس، سرًا وظلت على ذمته حتى وفاته، وفقًا لما كتبه الناقد الفنّي، طارق الشناوي. ولكن يبدو أن «علوية» لم تستطع أن تحتل في قلب «محمود» سوى مكانة الأم، وهو ما جعله يبحث باستمرار عن حب حقيقي يسكن قلبه، إلى أن قابل الفنانة «لولا صدقي»؛ فخفق قلبه نحوها، لكن ضعف شخصيته أمام «علوية» جعله يفقد القدرة على الارتباط ب»لولا» ولو سرا. ومرت الأعوام، وازدادت حاجة «المليجي» لزوجة وحبيبة، فقرر الزواج سرا عام 1963 من زميلته في فرقة إسماعيل ياسين الفنانة «درية أحمد» لكن خبر زواجه لم يخف كثيرًا على «علوية» فأجبرته على تطليق زوجته الثانية وبخاصة أن عدم قدرته على الإنجاب كانت إحدى وسائل «علوية» في فرض سيطرتها عليه. وعلي الرغم من تعدد محاولات «المليجي» للزواج سرا على «علوية»، إلا أنه لم ينجح في ذلك إلا في نهاية السبعينيات، عندما تزوج من الفنانة الراحلة «سناء يونس» والتي اتفق معها على عدم إعلان خبر زواجهما حفاظًا على مشاعر زوجته الأولى، وهو ما كشفه الناقد الفني «طارق الشناوي» في أحد اللقاءات الصحفية، قائلًا: «بعد رحيل المليجي أجريت مع «سناء يونس» حوارًا حكت فيه كل تفاصيل حياتها معه، ولكن قبل النشر اتصلت بي وطلبت مني ألا أكتب شيئا فلم ترض هي أيضا أن تغضب زوجته علوية جميل، ولكن قبل رحيل سناء يونس التقيت بها وذكرتها بالشرط فقالت لي: يا ريتك مسمعتش كلامي وكنت نشرته». ومعلوم أن سناء يونس بدأت مسيرتها الفنية بفيلم «إضراب الشحاتين» في عام 1967 مع الفنانة لبنى عبدالعزيز، والفنان الراحل كرم مطاوع، ولمع نجمها مع الفنان فؤاد المهندس، حيث قدّمت معه عدة مسرحيات متميزة من أشهرها «سك على بناتك، وهالة حبيبتي»، حيث أحبهما الجمهور سويًّا، أدّت يونس أدوارًا كوميدية عديدة، أظهرت من خلالها قدرتها على أداء «كوميديا الموقف» كما حدث في فيلم «آخر الرجال المحترمين» اما عن محمود المليجي فرغم أنه صاحب لقب شرير السينما المصرية إلا أن الفنان الراحل لم يحصر نفسه في أدوار الشر فقط بل كان كذلك سفيرًا للخير في عدد من أدواره، وتمكن على مدار عقود طويلة من احتكار قلب المشاهد وتحقيق جماهيرية عريضة. المليجي لم يختلف اثنان على موهبته الفريدة، ورغم أنه فنان تخلى عن الدراسة من أجل الفن، إلا أن الأخير لم يبخل عليه وأعطاه النجومية التي يستحقها وجعله من بين مصاف كبار النجوم في مصر خلال القرن الماضي، برغم أن اسمه لم يتصدر يومًا أفيش السينما. الفنان الراحل كان على المستوى الإنساني وبشهادة المقربون منه شخصًا معطاء ولا يبخل على أحد، فكان إذا طلب قريب أو غريب منه شيئًا لا يتردد في مساعدته، حتى أنه عندما ظهر تلميذه فريد شوقي على الساحة وكان في بداية مشواره يستعين به المخرجون كبديل للمليجي، كان الأخير يتعمد أن يرفض الكثير من الأفلام ثم يتصل به قائلًا إنه ليس لديه وقتًا لهذا العمل، وبهذه الطريقة يستطيع فريد أن يطلب المبلغ الذي يريده عندما يعلم أن بديله الوحيد وأستاذه ترك الدور له. الفنان الراحل استطاع أن يحقق أرقامًا قياسية من خلال أعماله، فعلى مدار نصف قرن لم يغب يومًا عن المشاهد، فهو صاحب أعلى رقم عرفته السينما للنجوم حيث شارك في بطولة 700 فيلم أي نحو 20% من كل إنتاج السينما المصرية، وبخلاف الكم استطاع أن يحقق عمقًا في أدواره جعل كل من يشاهده يعتبره حالة خاصة، حتى أن القدير يوسف وهبي قال عنه: «إنه الفنان الوحيد الذي أستطيع أن أقول عنه أنه أفضل من يوسف وهبي». صاحب الملامح الحادة، الذي أصبح شرير السينما الأول لم يعرف الكثيرون عنه أنه كان يخاف من خياله، فكان يخشى من الظلام، ولم يكن في بدايته يحب أن يصنف كشرير إلا أنه رضخ بعدما وجد أن المنتجون يرونه كذلك، واستطاع أن يكون «الألفة» بين أشرار السينما. ..وزمان يا حب ... وزمان يا فن !