في الوقت الذي تستعدّ فيه الجمعية للمواجهة القارية المُرتقبة أمام «كَامبالا سيتي» الأوغندي طفت على السّطح قضيّة خلافية مع إدارة الحي الوطني الرياضي التي هدّدت بصفة علانية بمنع شيخ الأندية من الإنتفاع بملعب رادس ما لم يتمّ تسوية ملف الديون المتخلّدة بذمّته لفائدة هذه المؤسسة العمومية. «الشروق» تحدثت مع طرفي «النّزاع» لتتبيّن الجماهير الترجية الخيط الأبيض من الخيط الأسود. موقف الترجي يؤكد الكاتب العام للترجي الرياضي فاروق كتو أن فريقه يتعرض إلى «مظلمة» حقيقية على مستوى عملية الإنتفاع باللّعب في رادس. ويضيف كتو بأن النادي يدفع بين 22 و24 مليونا عن كلّ لقاء يخوضه في أولمبي رادس وهو رقم كبير ولا يتوافق أبدا مع المداخيل المتأتية من بيع التذاكر المقيّدة بجملة من الحواجز (من حيث عدد وأعمار المشجعين...). ويشير كتو إلى أن الشروط المالية لإدارة الحي الوطني الرياضي مرتفعة ولا يقبلها العقل خاصّة أن المبلغ المذكور وقع تحديده على أساس أن الجمعيات تستغل هذه المنشأة الرياضية حسب طاقة الإستيعاب العادية: أي 60 ألف مشجع في حين أن الواقع يؤكد العكس تماما. ذلك أن معدّل الجماهير الحاضرة لا يتجاوز بضعة آلاف ما يجعل المداخيل محدودة وقد لا تكفي أحيانا لتغطية نفقات اللعب في رادس. ويضيف كتو بأن السلطات كانت بوسعها أن تجتهد و»تقتطع» الديون المتخلدة بذمة الفريق عبر سلطة الإشراف بحكم أن شيخ الأندية لم يحصل على منحته الوزارية والتي تقدّر بحوالي مليار و80 مليونا. وقال كتو إن هذا الإجراء معمول به ولا يوجد أي مبرّر لعدم اللجوء إليه في «قضية الحال». ويذهب مسؤول الترجي أكثر من ذلك ليؤكد أن الجار النادي الإفريقي «متضرّر» بدوره من هذه المسألة بما أنه يستخدم الميدان عينه وبالشروط نفسها. الحي الوطني يوضّح من جهته، أكد المشرف على إدارة الحي الوطني الرياضي عادل الزرمديني أن المؤسسة تتعامل مع كل الجمعيات المنتفعة بمنشآتها على قدم المساواة وقال الزرمديني إن إدارته تطالب الترجي الرياضي بتسوية ديونه التي بلغت سقف ال 300 مليون وستفعل الأمر نفسه مع جاره النادي الإفريقي (60 ألف دينار). وقال الزرمديني إن المؤسسة حريصة على إستخلاص أموالها وإعتبر أن إدارة الحي الوطني الرياضي هيكل مستقل وهو ما يتعارض مع مبدأ الحصول على أموالها المتخلدة بذمة الأندية عبر جهات أخرى (على غرار الوزارة مثلا). هذا وأكد الزرمديني الإحترام الكَبير للجمعيات وأضاف أنه لا مانع في جدولة الديون المتخلّدة بذمة الترجي الرياضي الذي سيخوض مواجهته القارية يوم الثلاثاء القادم دون أيّة قيود على أن يجلس الطرفان بعد ذلك على طاولة الحوار ويغلقان هذا الملف. ملف «كوليبالي» نبقى في سياق «القضايا الخلافية» لنشير إلى أن مسؤولي الترجي الرياضي رفضوا الإدلاء بدولهم في ملف «تجنيس» الإيفواري «فوسيني كوليبالي». ورغم غياب موقف رسمي بشأن هذه القضية المثيرة للجدل فإن المعلومات التي بحوزتنا تؤكد أن أهل الدار أبدوا تحفظهم على عدم حصول اللاعب على الجنسية خاصة أن شرط الإقامة متوفر («كوليبالي» قضى أكثر من خمس سنوات في البلاد التونسية).