استقبل وزير التربية حاتم بن سالم مؤخرا سفير دولة الامارات العربية المتحدة لدى الجمهورية التونسية، سالم عيسى القطام الزعابي، وتم اثناء اللقاء بحث سبل تطوير التعاون القائم بين البلدين في المجال التربوي. تونس (الشروق) وقد عبر السفير الاماراتي خلال اللقاء عن رغبة دولة الامارات العربية المتحدة في الاستفادة من الخبرات التونسية في مجال التربية وانتداب 600 مدرس للعمل في دولة الإمارات انطلاقا من السنة الدراسية القادمة. وتفعيلا لذلك، قدم وفد من وزارة التربية والتعليم بدولة الامارات لاجراء مقابلات مع المترشحين الذين تم إعداد ملفاتهم من قبل الوكالة التونسية للتعاون الفني، وقد أجريت الاختبارات الكتابية والشفاهية باحد نزل الضاحية الشمالية للعاصمة على امتداد ثلاث ايام، وتمت العملية في ظروف طيبة ومريحة. وقد توافد عدد هام من الراغبين في الالتحاق بالمعاهد الاماراتية لاجراء الاختبارات التي اشرف عليها حميد عبد الله المسؤول بوزارة التربية والتعليم الاماراتية. تعاون تاريخي وقد كان ل"الشروق" لقاء مع حميد عبد الله الذي ثمن في البداية المجهودات المبذولة من سعادة سفير الامارات سالم عيسى القطام الزعابي ووزارة التربية التونسية والوكالة التونسية للتعاون الفني لانجاح هذه العملية التي تمت عبر الاستعانة بعدد من المختصين في مجال التربية والتعليم. وقد أفادنا حميد عبد الله ان مسألة حرص دولة الامارات على انتداب المدرس التونسي ليست وليدة اللحظة وإنما جذورها تمتد لسنوات طويلة، مؤكدا ان المعلم التونسي هو نموذج متميز ويتم الاعتماد عليهم ليس فقط للتدريس بل في تقييم الأساتذة واستقطاب الكفاءات التونسية، التي تتوفر لها جميع الإمكانيات لتطوير المسار المهني، من خلال توفير بيئة يتمكن خلالها المدرس من "تفجير" طاقاته وإبداعاته في مجال المعرفة والتعليم. وتابع حميد عبد الله ان عددا من المعلمين التونسيين أبدعوا في هذا المجال وكانوا متميزين، مضيفا ان الكثير من القطاعات الاخرى اثبت خلالها العنصر التونسي قدرته ولذلك يتم باستمرار الاعتماد على الكفاءات التونسية في مختلف المجالات مضيفا ان عملية استقطاب الاساتذة تتم خلال هذه الفترة، لكن هناك لجان اخرى تكون موجودة على مدار العام، للقيام بعمليات انتداب في القطاعات الاخرى منها الصحة والطيران والفنادق والمؤسسات التجارية. إدراج اللغة الفرنسية وأشار حميد عبد الله انه لأول مرة يتم إدراج اللغة الفرنسية في البرنامج التعليمي بدولة الامارات في مرحلة الثانوي، خلال العام القادم، مشيرا الى ان هذه التجربة رائدة وتمت الاستعانة بالعنصر التونسي فقط وذلك لتجربتها الرائدة في هذا المجال، يضاف الى ذلك قدرة المدرس التونسي على التعامل مع البيئة الاماراتية. وتضم هذه الدفعة أساتذة في اللغة الفرنسية ومادة الرياضة والمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية، وهناك مواد أخرى على غرار التربية التكنولوجية واللغة العربية والانقلزية وسيتم التنسيق مع السفارة لإجراء الاختبارات في الفترة القادمة للقيام بعملية الاستقطاب باعداد كبيرة. وتابع محدثنا ان الاتفاق الذي تم بين وزارة التربية التونسية وسفارة الامارات تحدثت عن حوالي انتداب حوالي 600 استاذ، وذلك بالتنسيق مع وكالة التعاون الفني، مؤكدا انه لاحظ أن قوة المعلم التونسي تكمن في معرفة الاساليب البيداغوجية المطلوبة بدولة الامارات وانه قادر على مواكبة البيئة التربوية بدولة الامارات. الجانب الاكاديمي وتابع ان الاجراءات تتمثل فقط في اجراء الاختبارات ثم دراسة الملف والذين يقع اختيارهم يتم استكمال اجراءات تعينهم خلال الفترة القادمة، مضيفا ان اللجنة ركزت على المهارات العلمية والاكاديمية التي تعد الفيصل في عملية الانتداب مشيرا الى ان الاستاذ التونسي يزخر بالشهادات العلمية الكافة اذ ان اغلبهم متحصل على الماجستير، وهو ما اعتبره مؤشر جيد في رغبة الاستاذ التونسي في تنمية قدراته العلمية، وهو ما يعطي وزارة التربية الامارتية الثقة في توجهاتها المتمثلة في الاستعانة بالكفاءات التونسية. وعن دوافع التركيز على مواد الموسيقى والمسرح والفنون التشكيلة ، اكد محدثنا ان دولة الامارات ساعية للتركيز على الجانب الثقافي وخلق فضاءات تمكن التلميذ من "تفجير" طاقاته الإبداعية في الفنون والثقافة خاصة ان دولة الامارات تزخر بدار "اوبيرا" ومتاحف وهي مقبلة على مشاريع ضخمة في المجال الثقافي الذي يمكن من خلق توازن المجتمع وتماسكه.