جنوبة « الشروق « : تشتهر جندوبة بكثرة العيون الطبيعية حتى أن عديد المناطق والتجمعات السكنية أخذت اسمها وشهرتها على نحوعين دراهم – عين سلطان – عين مطوية – عين القصير – عين الخراريب ...وغيرها من العيون التي لا تحصى وأهمية هذه العيون ليست في رونق التسمية وإنما في كونها توفر ماء الشرب الغني بالمكونات الطبيعية أضف إلى ذلك أن هذه العيون ظلت صامدة رغم كونها موغلة في القدم وتوارثت الأجيال خيراتها جيلا بعد جيل وعراقة هذه العيون أحالتنا على بعض الدراسات الجيوتاريجية والتي تقول بأن عيون جهة جندوبة قديمة المنشإ تم اكتشافها من قبل البربر والرومان فتم تجميع منسوبها في نقطة واحدة تضخ الماء بلا هوادة وهي عادة ما تكون منطقة منبسطة بحكم أن هذه العيون متأتية من أعالي الجبال والهضاب والمرتفعات والمؤرخون يستأنسون بعين بلاريجيا القديمة عبر التاريخ لتقريب هوية العيون الطبيعية بالجهة والتي كان لسكان المناطق المجاورة لها مآرب أخرى إضافة للتمتع بمياه العذبة حيث يستعملون مياهها المنسابة بلا توقف في ري أشجارهم التي يزرعونها في شكل « جنان « متنوعة الأشجار حلوة الثمار وبذلك تساهم العيون الطبيعية في تحصيل لقمة العيش لسكان المناطق الجبلية وتسهيل تعاطي النشاط الفلاحي بعيد عن إشكاليات مياه الري . والعيون الطبيعية رغم بعدها عن مراكز المدن فإنها كانت ملاذا لسكان المدن حيث يتنقل المواطنون نحوها طلبا للماء العذب في رحلة أسستها قديما الخيول وعوضتها حديثا السيارات والشاحنات .