يشرفنا نحن أعوان واطارات الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري أن نوجه لكم هذه الرسالة لنحيطكم علما بالوضعية الحرجة التي تمر بها مؤسستنا اثر حصول شغور في منصب الرئيس المدير العام للمؤسسة، وذلك منذ 28 فيفري 2011 تاريخ الاستقالة المكرهة للرئيسة المديرة العامة السابقة، استقالة طالب بها أغلبية أعوان واطارات الديوان نتيجة للفساد وسوء التصرف الاداري والمالي الذي ساد في عهدها طيلة 17 سنة وقد حدث ذلك غداة الاعتداءبالعنف اللفظي والجسدي الذي اقترفته الرئيسة المديرة العامة السابقة في حق اطار سام بالديوان وذلك بتاريخ 16 فيفري 2011. سيدي الوزير الأول، على اثر هذه الاستقالة، وبعد اعلام وزارة الصحة العمومية بالأوضاع داخل المؤسسة وبطلبات الأعوان والاطارات التي نذكر من أهمها تجميد صلاحيات بعض الاطارات المورطين في ملفات الفساد وسوء التصرف، عينت السيدة وزيرة الصحة اطارا من وزارة الصحة للاشراف على تسيير المؤسسة واتخاذ الاجراءات التي من شأنها تهدئة الاوضاع، الا أن هذا الأخير لم يبد استعدادا كافيا للتجاوب الفعلي مع متطلبات المرحلة علاوة على ذلك، لم يرض أعوان واطارات الديوان بهذا الحل الجزئي والظرفي، مطالبين بحل جذري ونهائي يتمثل في تعيين رئيس مدير عام على رأس المؤسسة. وقد أدى ذلك الى اعتصام قام به كافة أعوان الديوان مطالبين بتنحيته، علما بأنه تمت مراسلة وزارة الصحة في هذا الشأن. هذا، ونؤكد لكم بأن كافة اطارات وأعوان الديوان يعملون جاهدين على مواصلة تقديم الخدمات بمختلف المندوبيات الجهوية ولكل الفئات الاجتماعية بالاضافة الى تنفيذ بعض الانشطة على المستوى المركزي وخاصة المتعلقة ببرامج التعاون الدولي، لكن غياب مسؤول أول لاتخاذ القرارات وفق الاجراءات الادارية والقانونية المعمول بها، يعرقل المسار الطبيعي لتصريف الأعمال. وتبعا لما سبق نلتمس منكم، سيدي الوزير الأول، تعيين رئيس مدير عام على رأس الديوان في أقرب أجل حتى تتمكن المؤسسة من مواصلة الاضطلاع بمهامها والوفاء بالتزاماتها تجاه المجموعة الوطنية والأطراف المانحة. سيدي الوزير الأول، إننا اذ نتقدم لكم بمطلبنا هذا فإننا نؤكد التزامنا الكلي بدعم مكاسب هذه المؤسسة والمساهمة في تنمية الوضع الصحي ومن خلاله الوضع الديمغرافي والسكاني في البلاد، عاقدين العزم على المضي قدما في سبيل انجاح مكاسب الثورة والنهوض بالمواطن التونسي. في انتظار قراركم، تفضلوا سيدي الوزير الأول، بقبول فائق عبارات التقدير والاحترام.