يُحكى أن طائر «بومزيّن» ذاك العصفور المزدان والذي يخف وزنه عن وزن ريشة قضى ليلته نائما هادئا في أغوار ورق شجرة تين وما إن هبت نسمة الفجروحركت ورق الشجرة حتى هرب مذعورا خوفا من أن تحمله النسمة إلى حيث لا يدري وهو لا حول ولا قوة له على الرجوع إلى وكره إذا ما أخذه التيار بعيدا هدأ الجو وما إن عادت الطمأنينة إلى قلب هذا ال«بومزيّن» حتى نفخ صدره متطاولا على ديك رومي منفوخ الصدر هو الآخر. وأثارت زقزقة «بومزيّن» وصياح الديك الرومي حفيظة ديكة الحي وعمّت «السردكة» واتسعت دائرة الصراع بين جميعها مما جعل «بومزيّن» يعود إلى شجرة التين للتخفي فبادرها بالتحية فردت عليه بالمثل وسألته عن سبب اضطرابه وعلامات الخوف والرعب التي تبدو على ريشه. فأجابها قائلا ذاك خجل منك. قالت افصح قال جئتك أطلب العفو والغفران فلا تخيّبي ظنّي يا أيتها التينة المباركة. قالت ما الداعي لأن تطلب مني هذا وأنت لم تسئ إليّ أبدا؟ قال عفوا يا مولاتي ويا موطن حياتي لقد عانيت مني الكثير لقد أتعبتك كثيرا وأرهقتك أكثر. وآلمتك أكثر وأكثر. قالت بربك افصح وهات ما عندك؟ قال أطلب منك سيدتي «الكرمة» أن تكوني كريمة وتسامحيني دنيا وآخرة قالت لك ذلك ولكن ما الذنب الذي اقترفته إزائي يا «بومزيّن»؟ قال: العفو يا سيدتي ساحميني لقد تحملت عبئي الثقيل وأكيد أنني أرهقتك كثيرا عندما قضيت ليلتي نائما بين أحضانك فالعفو يا سيدتي عما بذلته من جهد لرفع حمولتي ليلة كاملة.. فضحكت شجرة التين وسألته قائلة: تحت أية ورقة من أوراقي نمت يا «بومزيّن»؟ فاغتاظ ال«بومزيّن» وسألها مستغربا و«مسردكا» كيف تجهلي أين بات الزعيم يا «كرمة»؟ فنشّته. فهل نردّد نحن للزعامات من وزن الريشة ما رددته «الكرمة» لهذا العصيفير «إش يا بومزيّن»..