واصل آلاف اليمنيين أمس اعتصامهم بساحة التغيير وسط العاصمة صنعاء فيما انضم عدد من رجال القبائل الى المعتصمين المطالبين برحيل الرئيس علي عبد الله صالح. وفي الأثناء بدأت المملكة العربية السعودية وساطة بين النظام والمعارضين بهدف «حلحلة» الازمة التي تعصف بجارها الجنوبي... وهي «حلحلة» قال عنها معارض يمني انها قد تتحول الى تدخل «عسكري». وأكد مراسلون اعلاميون ان أكثر من 120 شخصا أصيبوا بجروح في هجوم شنّه رجال شرطة بأزياء مدنية على المعتصمين في مدينة الحديدة غرب اليمن. وقالت مصادر متطابقة إن رجال الشرطة الذين كانوا يرتدون أزياء مدنية أطلقوا الرصاص في الهواء واستخدموا قنابل مسيلة للدموع ضد المعتصمين في حديدة موضحة ان عددا من الجرحى يعانون من إصابات خطيرة. تصعيد جديد وتصاعدت حدة التوتر في اليمن بعد مقتل زعيم قبلي في اشتباكات اندلعت أمس الاول بين محتجّين يطالبون باستقالة الرئيس صالح وبين أنصاره. وقال مسؤلون محليون ان الزعيم القبلي ناجي نمر الذي كان يؤيّد حزب الاصلاح الاسلامي المعارض قتل بالرصاص خلال مظاهرة في محافظة الجوف في شمال البلاد. وقد أعلن وزير الأوقاف اليمني حمود الهتار امس الاول استقالته من منصبه الوزاري ومن منصبه في الحزب الحاكم احتجاجا على قمع المتظاهرين والاستبداد. واعتبر الهتار ان توالي استقالات المسؤولين بالدولة سيؤثر بلا شك على أداء حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم ويجعله يعود الى الحوار. واتهم البرلمان اليمني صخر الوجيه في تصريحات نشرت امس الرئيس صالح بالتلاعب بعشرات المليارات من الدولارات من عائدات الغاز والنفط والمنطقة الحرة بعدن لصالح أسرته وأقاربه. وأضاف البرلمان اليمني الذي يرأس منظمة «برلمانيون ضد الفساد» قوله ان صالح باع الغاز المسال لشركات كورية وفرنسية وأمريكية بأسعار زهيدة مما ألحق باليمن خسائر تقدّر ب60 مليار دولار على مدى 20 عاما. وساطة سعودية من جهة أخرى كشفت صحيفة يمنية امس عن اطلاق وساطة سعودية من اجل «حلحلة» الازمة في اليمن على حد تعبيرها. وقالت صحيفة «الوسط» إن وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل عرض على السلطة اليمنية وساطة بينها وبين المعارضة يتبناها مجلس التعاون الخليجي بحيث يكون المجلس ضامنا لتنفيذ اي اتفاق بين الطرفين. وفي تعقيب على الخبر قال القيادي المعارض محمد عبد الملك المتوكل انه يتساءل عما اذا كان مجلس التعاون الخليجي سيقرر ارسال قوات الى اليمن في حالة تراجع المعارضة او السلطة عن تنفيذ ما يتم التوافق عليه كما أرسلها عبر السعودية الى البحرين ام ان المجلس سيدفع أموالا الى الأطراف. وذكرت الصحيفة ان المتوكل استدرك بأن مسألة الأموال أصبحت غير ممكنة باعتبار ان طرف المواجهة للسلطة اليوم هو الشعب.