تعتزم الحكومة الإسرائيلية الطلب من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) زيادة المساعدات العسكرية الأمريكية التي كانت حكومة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أقرتها بقيمة 30 مليار دولار لمدة عشر سنوات بدعوى حماية إسرائيل من التهديدات المحتملة في ضوء الانتفاضات الشعبية في المنطقة العربية التي قد تسفر عن أوضاع سياسية جديدة تعتبرها إسرائيل معادية لها. وقال وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال نشرتها أمس إن «مسألة المساعدات العسكرية النوعية لإسرائيل أصبحت أساسية أكثر بالنسبة لنا، وأعتقد أنها أصبحت أساسية أكثر لكم». واضاف أنه «قد يكون من الحكمة استثمار 20 مليار دولار إضافية لتعزيز أمن إسرائيل للجيل التالي أو غيره، فإسرائيل قوية ومسؤولة، قادرة على أن تصبح عامل استقرار في المنطقة المضطربة»، حسب تعبيره. وأبدى باراك مخاوف إسرائيل من احتمال «تخلي القيادة المصرية الجديدة عن الاتفاقات المبرمة في معاهدة السلام التي وقعت بين مصر وإسرائيل عام 1979، وأن إيران وسوريا قد يا يستسلما إلى عوامل الاعتدال في العالم العربى التي تعمل على جعل المجتمعات العربية أكثر اعتدالا»، على حد قوله. وقال باراك «يجب ألا تخاف إسرائيل من المتغيرات الإقليمية الراهنة أو المخاطرة بفرصة تقديم تنازلات جريئة إلى الفلسطينيين من أجل السلام.» وأضاف إنه «زلزال تاريخي، وحركة في الاتجاه الصحيح.. إنها حركة في الاتجاه الصحيح.. إنها حركة المجتمعات العربية باتجاه الحداثة». غير أنه قال إنه «على المدى القصير، تقلق إسرائيل من أن خصومها في سوريا وإيران قد يكونون آخر من يشعر بحرارة الاضطرابات الإقليمية وأن الضغط الشعبي قد يدفع بقادة مصر الجدد إلى التخلي عن اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل». واضاف موضحا في اطار حديثه عن إيران، إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت إيران تستغل الثورات الإقليمية لصالحها. وقال باراك إن إسرائيل تنفق نحو 9٪ من إجمالي ناتجها القومي على الدفاع، بقيمة 17 مليار دولار هذا العام ، منها 3 مليارات مساعدات من الولاياتالمتحدة في الوقت الذي لا تواجه فيه تهديدا مباشرا وأنه سيتعين عليها زيادة الإنفاق على المدى الطويل. وقال باراك إنه اتصل برئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر، المشير حسين طنطاوي، الذي اكتشف قبل 15 سنة أنه تواجه معه في حرب عام 1973 في سيناء، وقال له باراك «تترتب علينا مسؤولية ألا يتقاتل شباننا مجددا». وأضاف باراك أن مسؤولا مصريا لم يكشف عن اسمه حذره من أن مصر قد تتخذ موقفاً مغايراً من إسرائيل في حال لم تتقدم باتجاه تحقيق السلام مع الفلسطينيين، ونقل عنه قوله سنجري انتخابات منفتحة، وستستخدم الأطراف المدنية مستشارين من الولاياتالمتحدة وأوروبا وسيكتشفون سريعاً أن ما قد يجلب لهم الناخبين هو العداء لأمريكا وإسرائيل. غير أن باراك قال إنه لا يمكن لإسرائيل طلب تعهدات من الولاياتالمتحدة بزيادة المساعدات العسكرية في حال لم تقدم عرضا جريئا للسلام. وقال باراك إن المسؤولين الإسرائيليين يدرسون «مبادرة سلام» قد يفصح عنها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قريباً، تتضمن دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة قبل حلّ المسائل الجوهرية في مفاوضات المرحلة النهائية بما فيها قضية اللاجئين ووضع القدس والمستوطنات والحدود والمياه.