تظاهر عشرات الآلاف من أنصار المعارضة اليمنية أمس في صنعاء للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية في ما يبدو أنه استمرار إلى «مسلسل الثورة» الذي بدأ في تونس وانتقل هذه الأيام إلى مصر. ورفع أنصار المعارضة شعارات تنادي بتغيير النظام فيما خرج على بعد مئات الأمتار متظاهرون مؤيدون للنظام، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية... وسارت المظاهرتان في أجواء هادئة إذ قام كل معسكر بتعبئة أنصاره في موقع مختلف.. في ميدان التحرير للحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) وقرب جامعة صنعاء غرب العاصمة للمعارضة. وكان أنصار المؤتمر الشعبي العام قد تجمعوا في وقت مبكر صباحا في ميدان التحرير مرغمين بذلك متظاهري المعارضة الذين كانوا قد حددوا المكان نفسه لتسيير مظاهرتهم على تغيير مكان تجمعهم... ولكن المتظاهرين من كلا المعسكرين توجهوا إلى منازلهم سلميا عصر أمس دون أي تقارير عن أعمال عنف. وكان الرئيس اليمني علي عبد ا& صالح الذي يحكم البلاد منذ عام 1978 قد تعهد أول أمس بأنه لن يسعى إلى إعادة انتخابه في عام 2013 عندما تنتهي ولايته ولن يسلم السلطة إلى نجله. وقد رحبت واشنطن على الفور بهذه التصريحات ووصفتها بالإيجابية معتبرة أن من شأنها أن تحقق تقدما سياسيا في اليمن بسبل «غير عنيفة وديمقراطية» وفي الأثناء شهد موقع «فايسبوك» خلال الأيام الماضية إثر الأحداث التي وقعت في تونس ومصر ولكن هذه المرة في سوريا حيث افتتحت مجموعة من الشباب صفحتين اجتماعيتين على هذا الموقع إحداهما تنادي بالخروج في مظاهرات شعبية لإجراء تغيير في النظام بسوريا والأخرى داعمة للنظام ومؤيدة لتحركاته وفي الوقت نفسه دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس الى تعليق المساعدات الدولية لقوى الأمن الفلسطينية بعدما قامت الشرطة الفلسطينية مساء أول أمس باستخدام القوة لتفريق مظاهرة تضامن مع الثورة الشعبية في مصر... من جهة أخرى حذر محللون من أن الولاياتالمتحدة تبدو قوة متهاوية وضعيفة النفوذ أمام تغييرات المشهد الاقليمي العربي في اتجاه قد لا يخدم مصالحها. وقالت المحللة الأمريكية المحافظة دانيلا بليتكا ان الولاياتالمتحدة قد تبدو بمثابة قوة منهارة لعجزها عن استباق هذه الحركات ومواكبتها». وذكرت المحللة مارينا أوتاواي من معهد كارنيغي ان التخوف من جماعة الاخوان المسلمين ومن تغيير في الموقف المصري حيال إسرائيل هو الذي برر هذا الموقف الأمريكي الحذر معتبرة أن هذه المخاوف «مبالغ فيها».