وصل بعد ظهر أمس الى تونس البطل العالمي أسامة الملولي وحظي باستقبال سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي. وكان الوفد التونسي الذي شارك في بطولة العالم بدبي وصل في حدود الساعة الواحدة والنصف ظهرا وضم الى جانب أسامة الملولي السباح أحمد المثلوثي المتحصل على المرتبة السابعة في بطولة العالم. أجواء احتفالية كبيرة استقبال البطل العالمي كان كبيرا وفي قيمة الحدث وفي قيمة الانجاز الذي حققه الملولي للرياضة واستقبال سيادة الرئيس له يؤكد الحرص الكبير من سيادته على دعم الرياضة والرياضيين في تونس. الاحتفالات كانت كبيرة تمثلت في فرق موسيقية شعبية ولوحات راقصة وموسيقى متنوعة، الى جانب حضور جماهيري غفير من التونسيين الذين كانوا موجودين على عين المكان للترحيب بهذا البطل الذي رفع راية تونس عاليا في مختلف المحافل الدولية التي شارك فيها. تحدث الملولي الى سيادة الرئيس في صورة توحي بالاهتمام البالغ من سيادته بالرياضيين التونسيين في مختلف المجالات وكان ذلك أمام جمع من الجماهير والإعلاميين مما أثار مشاعر الفخر والغبطة لدى الجميع بتلك الصور الجميلة. بين الحشود بعد ذلك تنقل الملولي بين حشود الجماهير الغفيرة وسط هتافات كبيرة تتوجه بالشكر الى سيادة الرئيس على هذه العناية وتشجّع الملولي وتحثّه على المزيد من البذل والعطاء لتشريف الرياضة التونسية في مختلف المحافل والمناسبات. الحدث حظي بتغطية إعلامية في المستوى بحضور مختلف الوسائل الاعلامية التونسية وحتى الأجنبية لأن الأمر يتعلق بإنجاز في قيمة الحصول على ميدالية ذهبية في بطولة العالم. الملولي تحدث الى الجميع دون استثناء وأجاب عن أغلب التساؤلات. أسامة الملولي: فرحتي لا توصف بهذا الإنجاز التاريخي استهل الملولي حديثه بالقول: «فرحتي لا توصف، بهذا الاستقبال الرسمي والشعبي الكبير وأشعر بفخر كبير وأنا أحظى بهذا الاهتمام من قبل سيادة الرئيس وأشكره من أعماق قلبي فقد لقيت منه كل العناية والاحاطة والحديث الذي دار بيني وبين سيادته الآن كان بمثابة حديث بين الأب وابنه وفعلا أشعر بأنه بمثابة أبي وهو في الحقيقة أب لكل التونسيين. وأضاف الملولي بخصوص تتويجه بالميدالية الذهبية: «لقد كان ذلك بمثابة التحدي الكبير النسبة اليّ ونجحت فيه وعندما رأيت الفرحة في عيون جميع التونسيين نسيت التعب والتضحيات، لقد كان انجازا غير مسبوق وتمثل في احراز 4 ميداليات في بطولة واحدة وأكدت من خلال ذلك أنني أنجح في التحديات كلما تعلّق الأمر ببطولة كبيرة بعد أولمبياد بيكين 2008 وبطولة العالم بروما 2009.. أشكر كل الجمهور التونسي الذي ساندني في دبي أو عبر الانترنات وال «فايس بوك» وهو ما زادني ثقة بالنفس ورغبة في تحقيق هذا الانجاز. لم أشك لحظة واحدة في قدرتي على الفوز، ويوم السباق أحسست بنوع من الضغط والتوتّر لأنني اكتفيت بالمتابعة من المدارج ولكن عندما دخل السباق مسافة 100 متر الأخير شعرت بأنني البطل... دعوات أمي ودعم عائلتي وكل الجماهير التونسية وكذلك الاعلاميين كلها عوامل أعطتني إرادة كبيرة ورغبة في الفوز وعندما أخوض السباق أفكّر في هؤلاء. ليس من السهل أن تفوز بميدالية ذهبية وما حصل في دبي يبقى في ذاكرتي ورغم ذلك كنت حاضرا لخوض السباق في أي وقت لأنه لدي ثقة كبيرة في إمكاناتي.. لا أريد العودة الى كل ما حصل في دبي بخصوص الاحترازات واللخبطة في التوقيت لأنها تفاصيل اصبحت من الماضي والمهم انني تحصلت على هذه الميداليات الاربع التي ساهمت في إذابة الجليد في علاقتي مع الجامعة.. أنا الآن مستعدّ للتحديات القادمة وهي بطولة العالم في 2011 وأولمبياد بيكين 2012 وجاهز لتشريف الرياضة التونسية من جديد وإدخال الفرحة لقلوب كل التونسيين. خديجة الملولي : الآن لا نفكر سوى في الفرحة خديجة الملولي والدة أسامة كانت في قمة السعادة وقالت: «الان لا نفكر الا في الفرحة، لقد نسينا التعب والتضحيات بهذا الاستقبال الرسمي والشعبي غير المسبوق وهذه البطولة لها طعم خاص لأنها دارت في ظروف خاصة لكن أسامة كان في مستوى الحدث وثقة سيادة رئيس الدولة... الخلافات مع الجامعة انتهت بمجرّد التتويج بالميداليات الذهبية. أحمد المثلوثي: مستعد لحمل المشعل أحمد المثلوثي السباح التونسي الشاب المتحصل على المرتبة السابعة في بطولة العالم تحدث ل «الشروق» قائلا: «فرحتنا لا توصف شخصيا أعتقد انني حققت انجازا بحصولي على المرتبة السابعة فهذه البطولة لم تكن ضمن أهدافي منذ البداية لكن الشرف الكبير هو وجود ممثلين للسباحة التونسية في النهائي.. أنا مستعد لرفع التحدي مستقبلا وحمل المشعل. علي عباس (رئيس الجامعة التونسية للسباحة) علينا التفكير في المستقبل حرصنا كجامعة على التواجد لاستقبال بطلنا العالمي متجاوزين كل ما قيل حول الخلافات لأن المصلحة الوطنية تبقى في المقام الاول... نحن نعيش فرحة كبيرة بهذا الانجاز الذي يحسب للسباحة التونسية وعلينا من الآن التفكير في المستقبل لصناعة أبطال آخرين.