تونس «الشروق»: اعتبر سفير روسيا الاتحادية ببلادنا السيد اندري بوليا كوف ان علاقات موسكو مع العالم العربي شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا كبيرا وسريعا مؤكدا أن تونس تعد من أهم شركاء روسيا العرب والأفارقة فيما أكد أن موقف بلاده من القضية الفلسطينية لن يتغير وسيظل دائما مع اقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة كاملة على أراضيها. وقال السفير الروسي في ندوة صحفية عقدها أمس بمقر اقامته بالعاصمة ان الموقف الروسي المعارض للحصار ومواصلة الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة لم ولن يتغير مشيرا الى أن الجهود الروسية تركز اليوم على العودة الى المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين والخروج من المأزق الذي وصلت اليه عملية السلام. وأضاف السيد بوليا كوف أن روسيا تطالب بتطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وما ورد في مبادرة السلام العربية مشيرا الى أن موسكو دعت مؤخرا الى عقد اجتماع للجنة الرباعية الدولية على المستوى الوزاري لدراسة سبل الخروج بصيغة تخول لجميع الاطراف العودة الى طاولة المفاوضات مؤكدا أنه تمت الموافقة على هاته المبادرة لكن يتم في الوقت الحالي دراسة الزمان والمكان. ومن جانب آخر أشار السفير الى أن روسيا تحاول الالتقاء بجميع الأطراف سواء في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي أو ملف المصالحة الفلسطينية الفلسطينية مؤكدا أن زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل مؤخرا الى روسيا تأتي في هذا الاطار. وعلى صعيد آخر أشار السفير الى أن العلاقات الروسية مع حلف شمال الأطلسي لم تتغير رغم التعاون الأخير في أفغانستان مؤكدا أنها علاقة متذبذبة وتتغير حسب مصالح الطرفين. وفي رده على سؤال «الشروق» حول موقف موسكو من احتمال اقصائها من مشروع الدرع الصاروخي الأوروبي أكد السيد بوليا كوف أن المسألة لا تزال مجرد مشروع تم اقتراحه في قمة لشبونة مشيرا الى أن روسيا ضد اقصاء أي طرف كان وأن الاقصاء سيقود الى سباق تسلح في المنطقة وهو ما لا يخدم مصلحة أي طرف. وأكد السفير في المقابل أن هذا المشروع سيكون ضمانة لأمن جميع الأطراف شرط أن تكون مشاركة الجميع فعلية وعلى قاعدة العدالة والمساواة وليست مجرد حبر على ورق. وعلى صعيد العلاقات التونسية الروسية قال السفير الروسي انها تعود الى حوالي 57 سنة أي منذ الحقبة السوفياتية وهي علاقات شهدت مؤخرا تطورا كبيرا على مستويات عدة مؤكدا أن التبادلات الاقتصادية التي تأثرت خلال سنة 2009 بالأزمة العالمية بدأت تتعافى مشيرا الى أن حجم المبادلات التجارية الذي انخفض في السنة الماضية الى 700 مليون دولار اقترب خلال 2010 من المليار دولار. كما أكد السيد بوليا كوف أن بلاده تسعى الى ترفيع عدد السياح الروس في تونس الى 300 ألف سائح في السنة القادمة بعد أن وصل خلال هذه السنة الى 185 ألفا أي بزيادة 5 آلاف سائح عن سنة الأزمة المالية. وأشاد السفير الروسي بمستوى الدعم السياسي الذي تحظى به العلاقات مع روسيا في تونس معبرا عن تطلع روسيا الى توسيع نطاق هذه الشراكة.