مَنْ تُراه يكون؟ ذلك الجالسُ الآن في ركنه مثل كل مساءْ؟ يستبي العقلَ من حسنهِ كان يُلقي عليها السلامْ دون أي كلامْ قلبُه مُتْرَعٌ بالغموضْ فيه سرٌّ دفينْ وابتساماتُه ذاتُ حَرٍّ يُذيبُ الجليدْ كان يبدو شديد الهدوءْ غير أني أراه، إذا ما رآها، يقولْ بالشفاه التي في العيونْ كلَّ معنى به لم تبحْ شفتاهْ ويصير انقلابٌ يحاكي الشعور الذي يعتري كلَّ أهلِ الهوَى بأحاسيسَ غامضةٍ كالجنونْ والجنونُ الفُنونْ؟ ٭ ٭ ٭ ٭ مَن يكونْ ذلك الواقف الآن بين يديْها ويكاد يَرَى وجهَه الحلوَ في مقلتيْها؟ وهو يرنو بكلِّ اعتدادْ ويخاطبها بمزيدٍ من الكبرياءْ وبِصمتٍ كبيرٍ يُحدِّثها دائما بالجفونْ ٭ ٭ ٭ ٭ مَنْ تُراه يكونْ ذلك الجالسُ الآنَ في ركنِهِ ك «أبي الهول» يُمْعِنُ في صمتهِ وهو يلقي عليها السلامْ دون أي كلامْ ويحيِّرها بالسؤالِ الرهيبْ مثلَ سرٍّ عجيبْ؟ ما الذي بالعيون يقولْ إنه واضح رغم هذا الغموضْ وهو كالشعر مستعذَبٌ سائغٌ في انتظام عند أهلِ العروضْ وهْوَ عندي ألذُّ من الشعر، أعذبُ من كلمات الغرامْ مَنْ تُراه يكون؟ ذلك الجالسُ الآن في ركنِهِ يستبي العقلَ من حسنِهِ مثلَ كل مساءْ؟ ٭ قليبية في 3/10/2010 ٭ فائزة بجائزة مهرجان الأدباء الهواة بقليبية في أواخر جويلية الماضي