يصل الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد صباح اليوم الى العاصمة اللبنانية بيروت في زيارة تثير جدلا واسعا في لبنان الذي بدا في حالة استنفار لاستقبال ضيفه سواء بعبارات الترحيب والاشادة أو بالانتقاد والتحذير وحتى التهديد. وتحولت الضاحية الجنوبية لبيروت الى ما يشبه خلية نحل تعمل على قدم وساق لمواكبة ضيف لبنان من مطار رفيق الحريري الدولي. وأشارت تقارير اخبارية الى أن «حزب الله» أحاط الاهالي علما بموعد التأهب لاستقبال نجاد منذ السابعة والنصف من صباح اليوم والتوجه الى طريق المطار حيث أقيمت مدرجات في عدة محطات. «خوش أمديد» وأصبحت عبارة «خوش أمديد» الايرانية التي تعني بالعربية «أهلا وسهلا» على كل شفة ولسان في لبنان سواء كان ذلك ترحيبا بالضيف الايراني أم للهزء من الحملة الكبيرة التي ينظمها «حزب الله» وحركة «أمل» لاستقباله. وقد ملأت صور الرئيس الايراني شوارع بيروت وبالتحديد طريق المطار وطريق القصر الجمهوري وطول الطريق الساحلي من العاصمة الى الجنوب. وعمل المنظمون على اعتماد صورة موحدة يظهر فيها نجاد ملقيا التحية وفي الخلفية شعار ايران والارزة اللبنانية بينما تتصدر الصورة عبارة «خوش أمديد» وترجمتها العربية. وأعد الجنوبيون كل العدة لاستقبال «الزعيم المقاوم الكبير» كما يحلو لهم وصفه، وتؤكد أم عماد أنها ستكون في الصفوف الاولى لاستقباله حيث أعدت الارز لرشه والزغاريد والاهازيج للترحيب به. أما ماهر في بنت جبيل فيقول انه منهمك مع «شباب حزب الله لتكون الاحتفالات في مستوى الزائر». تحضيرات واجتماعات وقبل ساعات من الزيارة أنهى الرئيس اللبناني ميشال سليمان سلسلة اجتماعات مع عدد من معاونيه لوضع اللمسات والترتيبات الاخيرة على برنامج زيارة نجاد التي تستمر يومين. وعقد في وزارة الخارجية والمغتربين اجتماع بين الجانبين اللبناني والايراني تحضيرا للاتفاقات المزمع توقيعها أثناء الزيارة. وحصلت صحيفة «الشرق الاوسط» على برنامج زيارة نجاد غير الرسمي حيث يصل عند الساعة الثامنة والنصف بتوقيت بيروت الى مطار رفيق الحريري الدولي لينتقل عند الساعة الحادية عشرة الى القصر الجمهوري في بعبدا حيث يقام غداء على شرفه. وأضافت الصحيفة أن نجاد سيلتقي في الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم في مقر اقامته بفندق «الحبتور» في منطقة سن الفيل عددا من القيادات اللبنانية ليزور عند الخامسة والنصف نصب الجندي المجهول ثم ينتقل الى ملعب الراية في ضاحية بيروت الجنوبية حيث ينظم «حزب الله» وحركة «أمل» احتفالا شعبيا كبيرا للاحتفاء ب«ضيف لبنان المقاوم» وينتقل بعدها للقاء رئيس المجلس النيابي على مأدبة عشاء. ويفتتح نجاد يومه الثاني في بيروت بلقاء عدد من القيادات في الثامنة والنصف صباحا ليتم تكريمه بعد ذلك في الجامعة اللبنانية بالدكتوراه الفخرية، لينطلق بعدها في جولته الجنوبية المنتظرة.