كيف يمكن مزيد تفعيل مشاركة المرأة في الحياة العامة؟ وماهي العراقيل التي تحول دون تواجدها بمواقع القرار؟ وأي دور للاعلام في هذا المجال؟ كانت هذه الأسئلة محور الدورة التدريبية التي ينظمها مركز محمد علي للبحوث والدراسات بالتعاون مع « أنتار نيوز». وذكر السيد حبيب قيزة مدير المركز ورئيس جمعية محمد علي أن هذه الحلقة تهم المكونات والمكونيين في اطار دورة تدريبية حول تعزيز مشاركة المرأة في الحياةالعامة . وقال إنه سيتم التركيز على دعم قدرات فريق مركز محمد علي للبحوث والدراسات والتكوين وشركائه في المجتمع المدني. وذكر أن هذه الدورة تهدف الى تطوير قدرات المشاركات والمشاركين في مجال حقوق المرأة عموما والتحسيس بأهمية حضور المرأة في الحياة العامة ومشاركتها في الحوار السياسي ولا سيما عبر وسائل الاعلام وكذلك الوعي بأهمية الاعلام باعتباره عامل تغيير نحو تعزيز المشاركة السياسية للمرأة واكساب المشاركات والمشاركين الأدوات الضرورية للتدريب. وصرح بأن المركز بصدد اعداد دراسة استشرافية تونس 2040 ويهتم بها عديد الخبراء المعروفين في تونس كما سيتم تنظيم دورة تدريبية ل 100 شابة وشاب وندوة علمية. وأفادت السيدة مفيدة بلغيث محامية ومنسقة المشروع أن حضور المرأة في الحياة العامة والسياسية يشكو نقصا كبيرا حيث لا يتجاوز 20٪ في كل البلدان وأكدت أن للاعلام دور هام جدا في طرح هذه القضايا. وقدمت السيدة ثريا العمري رئيسة جمعية نسائية مغربية مداخلة حول المرأة في الفضاء العام: «الواقع و التحديات» حيث أشارت إلى أن انطلاقة الحركة النسائية بالمغرب بدأت في الثمانينات حيث ساهمت في تعزيزتواجد الأحزاب واعادة الاصلاح السياسي. وكانت المرأة عنصرا أساسيا في تكوين الأحزاب لكن المشاركة ونسبة التمثيلية في السياسة ظلت ضئيلة جدا. واعتبرت أن مجلة الأحوال الشخصية هي مجلة مهمة جدا في تونس لأنها كسرت كل القيود. وبخصوص المغرب أفادت أنه بدأ خلق شبكات لتعزيز تواجد النساء بالمشهد السياسي والرفع من التمثيلية النسائية للمرأة ولكن حضور المرأة للعمل ومشاركتها في كل المجالات لم ينعكس على حضورها في المجال السياسي ولم يشفع للمرأة أن تحصل على المناصفة وبقي المجال السياسي حكرا على الرجل وحصة النساء في البرلمان لم تتجاوز 10٪. وتم اعداد دراسة في 2009 حول صورة المرأة في الاعلام لغاية التعرف على الصورة التي يروجها الاعلام حولها الى جانب العمل على التشبث باجراء وضع حصة لتمثيلية المرأة في المجال السياسي غير أن هذا الاجراء لم يجد العناية اللازمة وخير دليل على ذلك أنه في المغرب لا توجد أمينة عامة للحزب . دور الحكومات قالت السيدة ثريا إنه في المغرب يوجد مجتمع مدني يتحرك على مستوى حقوقي لأن سنوات الرصاص عززت الحركات النسائية والمدافعين عن حقوق الانسان وظهر العمل بالحصة وبدأنا نشهد تعزيز تواجد المرأة في الأحزاب وأصبحت على رأس الوزارة لكن الاشكال هو في الاعلام الذي يظهر فقط مكتسبات المرأة ويعتبرها عطاءات. وأضافت أن الخطاب الرسمي عندما يؤكد على هذا الجانب وهو ما يفرز بعض العداء على هذه المكتسبات فيما لم يحدث تغيير حقيقي كما تغذت بعض الحركات الاسلامية من هذا الخطاب, وهو ما ألزم حسب قولها اعادة النظر في طريقة البحث حول المرأة في الخطاب الديني. وأشارت الى أن تعدد القنوات ساهم في الترويج لصورة أخرى لا تخدم النساء وهذا يستوجب العمل عليه. وختمت بأن الاعلام المكتوب إبان الانتخابات لم يبرز الجانب الايجابي في المشاركة النسائية بالبرلمان مثل أنهن أصحاب شهائد ومشاركات في اللجان البرلمانية. وذكرت السيدة آمنة صولة عضو مجلس المستشارين في مداخلتها حول «صورة المرأة في الاعلام» ان تعدد وسائل الاعلام يساهم في ابراز الحقائق بصفة أفضل وكل وسيلة اعلام وكل صحفي سوف يبرز توجهه وفاعليته. وأضافت أن المرأة ليست الرجل ونحن نساء وسنظل ... وأضافت أن وسائل الاعلام لا تعكس حقيقة المساواة بين المرأة والرجل بل نجد عقلية سيطرة الرجل والحضور النسائي دائما محدود. وأشارت الى أن عدد النساء في ميدان الاعلام في تزايد بينما صورتها في الاعلام ظلت هي نفسها ولم تتغير في جميع بلدان العالم ومنذ مؤتمر«بيكين» تم العمل على تطوير وضع المرأة بمواقع القرار ودرسنا صورة المرأة في الاعلام من خلال دراستين. وذكرت أن دراسة سنة 1994مثلا بينت أن المقالات المخصصة للمرأة باليوميات 2 فاصل 33 وبالأسبوعيات 4 فاصل 77٪. وفي مجال الانتاج الصحفي النسائي نجد فقط الخمس الذي ينشر في الصفحة الثالثة والصفحة الخامسة كصفحتين مهمتين. و46٪ هي نسبة ما ينشرحول المرأة من قبل صحفيي المؤسسة و54٪ يأتي من وكالات أنباء وبخصوص الأشكال الصحفية لا توجد مقالات رأي تعبر فيها المرأة عن رأيها. وتبين أن وجهة النظر الرسمية ايجابية وتشجع على حضور المرأة في الاعلام. وذكرت أن المقالات المنشورة في صفحات القضايا تعكس صورة سلبية حول المرأة. وتم فسح المجال للنقاش حيث أكد المتدخلون على أهمية تحديد الأسباب الكامنة وراء عرقلة المرأة لتصل الى مواقع القرار وضرورة توجيه الاعلام نحو معالجة هذه القضايا. وللاشارة تتواصل هذه الدورة التدريبية الى غاية يوم الغد من خلال عرض مداخلات لها علاقة بالمرأة والنوع الاجتماعي والمشاركة في الحياة السياسية.