كشفت تقارير إخبارية أمس أن اتصالات سياسية مكثفة أعقبت الاشتباكات التي شهدتها منطقة العديسة بين الجنود اللبنانيين والاسرائيليين الاسبوع الماضي حالت دون ضربة عسكرية كانت اسرائيل تعتزم توجيهها الى الجيش اللبناني. وقالت صحيفة «الشرق الاوسط» الصادرة في لندن أمس إن دولا عربية وغربية تدخلت لوقف المخطط الاسرائيلي. اتصالات ومشاورات ونقلت الصحيفة عن مصادر فرنسية واسعة الاطلاع أن وزير الحرب في حكومة الاحتلال الاسرائيلي إيهود باراك أبلغ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في اتصال هاتفي بعد اشتباك العديسة بأن اسرائيل تنوي القيام بعملية عسكرية كبرى «لتأديب» الجيش اللبناني والانتقام لمقتل ضابط اسرائيلي كبير، حسب قوله. وأفادت المصادر ذاتها أن اتصالات جرت على أعلى مستوى شارك فيها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ومصر والاردن وأطراف أخرى عربية ودولية أسفرت عن لجم التوتر والاندفاع نحو حرب مفتوحة. وفي السياق ذاته طلب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي يزور فرنسا من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساعدة لبنان في «لجم ممارسات اسرائيل العدوانية» لكن ساركوزي اكتفى بتقديم «النصائح» لضيفه. وأكد ساركوزي خلال استقباله الحريري في كاب نيفر جنوبفرنسا على وجوب بذل المساعي لتجنّب حدوث «توترات جديدة» مع اسرائيل، وفق بيان صادر عن قصر «الايليزيه». وأوضح البيان أن ساركوزي أكد للحريري أنه «يتعين القيام بكل شيء من أجل تجنب حدوث توترات جديدة» مع اسرائيل بعد الاشتباكات الحدودية الاخيرة بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي. وأضاف البيان أن ساركوزي شدد خلال اللقاء الذي انعقد في مقر الاجازة الصيفية للرئيس الفرنسي واستمر لمدة ساعة ونصف على أن بلاده «ستواصل مساندة السلطات اللبنانية والمؤسسات الديمقراطية فيه ودعم الجهود الرامية الى تعزيز استقراره وأمنه وسيادته». وحسب باريس فإن بقاء «حزب الله» خارج المواجهة والاكتفاء بالتحذيرات والتصريحات أبعد عن لبنان شبح حرب جديدة كانت ستقع بسبب سوء التقدير من هذا الجانب أو ذاك». وتعتبر باريس أن اسرائيل تعي أن «لا مصلحة لديها في شن حرب على الجيش اللبناني لانها تعرف أنه الجهة الوحيدة التي يمكنها أن تحلّ مشكلة جنوب لبنان وفرض سلطة الدولة عليه». وحسب المصادر الفرنسية تبدو باريس «مطمئنة» الى أن صفحة المواجهة «طويت» في الوقت الحاضر. مخاوف اسرائيلية في الاثناء قال مسؤول اسرائيلي كبير في تصريحات نادرة تبين حدود الانظمة الدفاعية التي ترعاها الولاياتالمتحدة إن تل أبيب وهي أكثر المناطق ازدحاما بالسكان في اسرائيل ستتعرض للقصف بالصواريخ في أي حرب مستقبلا. ونقل بيان عن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلناي قوله أثناء تفقد منشآت الطوارئ في هرتزليا الى الشمال مباشرة من تل أبيب «في أي صراع مستقبلا ستسقط صواريخ في وسط (البلاد) وكلما سارعنا في الاعداد مسبقا زاد عدد من سننقذ أرواحهم». وعجلت اسرائيل بتطوير أنظمة اعتراض الصواريخ بمساعدة من واشنطن واضعة في اعتبارها التطورات في الشرق الاوسط. ويحذر مسؤولون اسرائيليون بالفعل من أن مثل هذه الانظمة الدفاعية لا تستعصي على الاختراق لكن ليس من المعتاد صدور تصريحات علنية عن إمكانية إصابة تل أبيب. لكن فيلناي المسؤول عن الدفاعات المدنية في اسرائيل قال إنه لا يتوقع حربا هذا الصيف.