لم يكن ينقص مسيرته الكروية الحافلة بالالقاب والاهداف مع الترجي سوى مشاركة في كأس العالم في مونديال الارجنتين عام 1978 لكنه وقع بين سندان دراسته الجامعية والتفرغ الكلي للمنتخب الوطني حتى يكون جاهزا لملحمة الارجنتين ولكنه اختار في نهاية الامر دراسته ولم يندم يوما واحدا على تفويته في تلك الفرصة التاريخية للمشاركة في أكبر تظاهرة رياضية عالمية طالما أنه شاهد عدة عمالقة في كرة القدم لم يسعفهم الحظ في المونديال وفي مقدمتهم «جورج باست» و«إيريك كونتونا» و«جورج وياه»... وغيرهم. «الشروق» التقت الڤوبنطيني ورصدت متابعته لمونديال جنوب افريقيا فأكد ما يلي: نجوم من ورق... تحدث الڤوبنطيني في بداية الامر عن الفشل الذريع الذي لاحق عدة نجوم في جنوب افريقيا قائلا: «لاحظت أن المستوى الفني العام لمونديال جنوب افريقيا كان متواضعا ولئن تعودنا خلال هذه التظاهرة العالمية مشاهدة عدة لاعبين بارزين عادة ما يتركون بصمتهم الخاصة في كل مونديال فإننا لاحظنا غيابا كليا لهذه المواهب في مونديال جنوب افريقيا وخاصة أننا كنا ننتظر الكثير من نجوم الفرق الاوروبية مثل «روني» و«رونالدو» و«ريبيري» و«توراس» و«ميسي» لكنهم خيبوا كل الآمال المعلقة عليهم على عكس السابق عندما كان كل مونديال يقترن باسم نجم معين مثل «بيلي» أو «بلاتيني» أو «مارادونا». هؤلاء أبهروني في مونديال 1966 يعود تاريخ أول مونديال شاهده الڤوبنطيني الى عام 1966 وعن ذلك تحدث قائلا: «مونديال أنڤلترا عام 1966 كان أول مونديال أشاهده في حياتي وقد نال أعجابي الثلاثي الانڤليزي المتكون من «بوبي شارلتون» صاحب الامكانات الفنية والذكاء الحاد والتصويبات القوية من المسافات البعيدة وكذلك «بوبي مور» الذي كان يجيد تنظيم اللعب بالاضافة الى إبداعات الحارس «بانكس»... أما أفضل منتخب شاهدته في المونديال فكان بكل تأكيد منتخب البرازيل عام 1970 في المكسيك والذي كان يضم في صفوفه آنذاك «بيلي» و«ريفيلينو» و«توستاو» و«كارلوس ألبرتو»... أعشق الطليان وفي مقدمتهم «ماتزولا» و«ريفيرا» وأضاف الڤوبنطيني قائلا: «لا أنكر أنني كنت دائما من عشاق المنتخب الايطالي وذلك منذ أن كنت أشاهد مقابلات «الانتر» و«ميلانو» عبر التلفزيون الايطالي وكنت أعشق الأداء المميز للثنائي «ماتزولا» و«ريفيرا» و«باولو روسي» هداف مونديال اسبانيا 1982... وقد شكلت مغادرة ايطاليا لكأس العالم بصفة مبكرة خيبة كبيرة خاصة أن المنتخب الايطالي كان في مجموعة سهلة نسبيا... وأعتقد أن مونديال جنوب افريقيا الذي حكم على الفرق التقليدية بالخروج من الباب الصغير لا يمكن أن نطلق عليه سوى أنه خارج عن نطاق المعقول... وكنت أتعاطف أيضا مع منتخب البرازيل ولكن المدرب «دونغا» فضل في هذا المونديال أساليب التنظيم المحكم والنضج التكتيكي فأفقد المنتخب البرازيلي طابعه الخاص في اللعب وحكم عليه بالانسحاب المبكر». خضيرة ما كان ليتألق لولا غياب «بالاك» وتحدث الڤوبنطيني أيضا عن المنتخبات المتأهلة للدور نصف النهائي فقال: «سبق وأن شاهدت منتخب الاوروغواي في التصفيات لذلك أعتقد أن بلوغ هذا المنتخب مثل هذا الدور المتقدم كان متوقعا أما بالنسبة للمنتخب الالماني فأظن أنه استفاد كثيرا من الاستمرارية الفنية للمدرب «لوف» ويرتكز هذا المنتخب على عنصر النجاعة بالاضافة الى روح المجموعة ومؤكد أن غياب «بالاك» ساهم في بروز اللاعب سامي خضيرة بحكم أنه «بالاك» كان يساهم في تعطيل حركية المنتخب الالماني إذ كان يفرض مرور كل الكرات من قدميه باتجاه رفاقه على عكس الآن فقد لاحظنا مردودا جماعيا واضحا يستند الى تنظيم دفاعي محكم وسرعة فائقة لبعض العناصر والالمانية مثل «بودولسكي» و«أوزيل»... ومن جهتها تمتلك هولندا لاعبا استثنائيا وهو شنايدر بالاضافة الى تحركات «روبن» وأعتقد أن المنتخب الهولندي أمام فرصة تاريخية للتتويج بكأس العالم بالرغم أن هذا المنتخب لا يملك ذلك الاسلوب الرائع الذي كان بحوزة رفاق «كرويف» في السابق... ويبقى المنتخب الاسباني من المنتخبات القوية أيضا وخاصة أنه استفاد من تألق مهاجمه «دافيد فيا» الذي كان حاسما وناجعا الى أبعد الحدود».