استقرت الشبيبة في مدارها الطبيعي بعد موسم إيجابي في جملته احتلت فيه «الجي.آس.كا» المرتبة الثامنة وقدمت مردودا مقنعا نال رضاء الأحباء الذين أصبحوا يعلقون أمالا عريضة على فريقهم ويتطلعون بشغف كبير لمستقبل مشرق بما يتماشى وطموحات الشبيبة لكسب رحلة التحدي وتحقيق النجاح المأمول بدعم كبير وغير محدود من جماهيره الوفية... إلا أن الخوف سرعان ما عاد ليدب في نفوس هذه الجماهير بسبب نوعية الإنتدابات التي أقدمت عليها الهيئة بعد مغادرة أبرز عناصر الفريق من الركائز الأساسية الذين قادوا الشبيبة الى تحقيق نتائج طيبة في الموسم المنقضي على غرار (برهان غنام نبيل الميساوي حسين جابر أحمد الهلالي عقيد دخيللي). الى حد كتابة هذا المقال انتدبت الشبيبة حسني الدردوري الذي عاد وأمضى عقدا لموسمين مع الأخضر والأبيض وهذا اللاعب يمكن اعتباره قيمة ثابتة وأكد في الموسم الفارط لما مكنه مراد محجوب من فرصته أنه قادر على تقديم الإضافة للفريق.. وانتدبت الشبيبة المدافع محمد الباهي من نادي قربة والحارس بلال السويسي من أمال الترجي الرياضي التونسي وانضم في الموسم الفارط للنادي القربي، كما عززت الشبيبة رصيدها بالمهاجم نوفل اليوسفي الذي أمضى عقدا لمدة موسمين واللاعب نبيل التليجاني كذلك بنفس المدة. حيرة واستياء حيرة الأحباء ازدادت في غياب البدائل للاعبين المغادرين وعدم وجود قاعدة طيبة من اللاعبين الشبان الذين لم يمنحوا الفرصة للبروز وهو ما جعل ثقتهم في إمكانياتهم تهتز خاصة وأن الشبيبة أصبحت تعول بكثرة على اللاعبين المشترين ولا تعتمد على منتوجها كما كان في السابق وهي سياسة بالتأكيد فاشلة ولن تستقيم أحوال الشبيبة إلا بمراجعتها كما أن الانتدابات الأخيرة التي لا يمكن الحكم عليها قبل انطلاق مشوار البطولة أوجدت حالة من الاستياء في الشارع الرياضي القيرواني بحكم أن اللاعبين القادمين ليسوا في قيمة اللاعبين الراحلين لذلك اعتبر الأنصار هذه التعزيزات خطوة الى الوراء لأن السويسي والباهي والتليجاني في اعتقادهم غير قادرين على صنع ربيع الشبيبة في الموسم القادم. الهيئة في إحراج أكيد أن المال قوام الأعمال وأن أهل القرار في الشبيبة يريدون انتداب أفضل وأبرز اللاعبين في البطولة.. ولكن ما باليد حيلة لأن التعزيزات الأخيرة تؤكد أن إدارة الشبيبة تعيش مشاكل مادية وهي تريد الضغط أكثر ما يمكن على المصاريف حتى لا تقع في مأزق الموسم الفارط لكن الهيئة وجدت نفسها بين مطرقة الانتدابات وما تتطلبه من إمكانيات مادية كبيرة وسندان الأحباء الذين يريدون أفضل اللاعبين في موسم يعتقد الجميع أنه سيكون أصعب من الموسم الفارط.