أكدت السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية رئيسة جمعية «بسمة» للنهوض بتشغيل المعوقين ورئيسة منظمة المرأة العربية أن ما تحقق للأسرة التونسية على مدى أكثر من عقدين كفيل بأن يغرس في التونسيين جذور الثقة بقدرة الأسرة التونسية على القيام بأدوارها الجديدة التي تطرحها التحولات والتحديات إلى جانب أدوارها التقليدية، والقدرة على صياغة مقاربة مغايرة لطرق وآليات التنشئة السليمة للأجيال. وأبرزت حرم رئيس الجمهورية في افتتاحية العدد الجديد لمجلة «صدى الأمهات» الصادرة عن المنظمة التونسية للأمهات الدور الفاعل للمرأة التونسية، كأم أو كمواطنة وباعتبارها نصف المجتمع وحاضنة القيم في كسب الرهانات المطروحة وبلورة خطاب أسري متجدد يواكب المتغيرات ويستجيب للطموحات ويكون ترجمة للتوجهات الوطنية الحداثية التي تقوم على التلازم الوثيق بين تطور البلاد وتطور الأسرة. وأعربت رئيسة منظمة المرأة العربية في هذه الافتتاحية التي جاءت تحت عنوان «الأم التونسية فاعلية الدور في عالم متحول» عن اليقين بأهلية المرأة التونسية لرفع هذه التحديات بعدما تم تمكينها من جميع حقوقها وتكريس دورها في بناء حاضر تونس وتأمين مستقبلها. وبينت أنه «إذا كانت تونس قد حازت السبق والريادة في مجال من المجالات فهو بالتأكيد مجال التحديث المجتمعي وعنوانه الأبلغ أثرا، تحرير المرأة وتوطيد مكانتها في الاسرة والمجتمع» مشددة على أن حقوق المرأة «تعد اليوم ركيزة جوهرية من ركائز حقوق الإنسان في مفهومها الشامل ولبنة لا غنى عنها من مشروع حضاري لا سقف لطموحه مشروع آمن بقدرة المرأة على التألق والامتياز وقد اكتملت حقوقها وأدركت واجباتها واضطلعت بمسؤولياتها». وأضافت السيدة ليلى بن علي أن تونس مقدمة على مرحلة جديدة من تاريخها، مرحلة من أبرز عناوينها البرنامج الرئاسي «معا لرفع التحديات» مبينة ان من أهم محاور هذا البرنامج ما تضمنه من عزم راسخ على الدفع باتجاه المزيد من التمكين للمرأة التونسية وتعزيز موقعها ودورها في مراكز صنع القرار وتوسيع دائرة مشاركتها المجتمعية وتحقيق مزيد المكاسب لفائدتها. وأوضحت أن الإصرار على فتح المزيد من الآفاق لمشاركة المرأة إنما يعزز مكانتها في قلب عملية الاصلاح والتحديث والتنمية الشاملة التي تلج البلاد طورا جديدا أكثر تقدما من أطوارها مؤكدة أن المرأة التونسية مطالبة بمزيد الاستفادة من الفرص المتاحة أمامها « لممارسة دورها الكامل في عملية التنمية والبناء وإبراز قدراتها وتسجيل مساهمتها بصورة نوعية وفعالة من أجل وطن ينمو ويتعزز استقلال إرادته السياسية والاقتصادية والثقافية بمشاركة أبنائه وبناته جميعا في العمل والإنجاز». وأكدت حرم رئيس الدولة في هذه الافتتاحية الحرص على أن تبقى الأم التونسية مدرسة قادرة على القيام بأدوارها التربوية المنوطة بعهدتها قائلة «إننا نريدها أن تكون مدرسة تمتلك مفردات العصر وتقنياته وقادرة على تأمين التواصل مع الجيل الجديد من الأبناء». ولاحظت أنه لما كانت تكنولوجيات الاتصال الحديثة هي العنصر الغالب على حضارة العصر وما انفك تأثيرها على الناشئة يزداد اتساعا، بات لزاما اليوم مواكبة لهذا التحول الذي تشهده المجتمعات والعالم، بذل جهد مضاعف من أجل أن تكتسب الأم هذه المهارات الجديدة ويتسنى لها إحاطة أبنائها وإرشادهم في استخدام هذه التكنولوجيات ومتابعتهم وهم الذين يحسنون التعاطي مع هذه المستجدات. وبينت أن هذه التكنولوجيات بقدر ما تتيحه من فرص لتنمية معارف الابناء وتجذر تفتحهم على ثقافة العصر وأدواتها فإنها تنطوي في المقابل على مخاطر لا بد أن يكون للأم دور في التصدي لها والحيلولة دون مضاعفاتها داخل الأسرة وفي المجتمع. وأكدت السعي في ظل رئاسة منظمة المرأة العربية إلى مزيد تنسيق الجهود لوضع خطة مشتركة لتعزيز قدرات الأم والمرأة العربية على مواكبة التقنيات الحديثة للاتصال بما يرتقي بأدائها داخل الأسرة والمجتمع مشيرة الى أن منظمة المرأة العربية تعول في مسعاها لرفع هذا التحدي على جهود مكونات المجتمع المدني والجمعيات التي تعنى بشؤون المرأة والأسرة وفي طليعتها المنظمة التونسية للأمهات. وتوجهت السيدة ليلى بن علي على صعيد آخر بالتهاني لأسرة تحرير مجلة «صدى الأمهات» بمناسبة مضي 17 سنة على صدورها معربة عن الأمل في أن تتمكن هذه النشرية من مزيد الاقتراب في مضامينها من مشاغل الأم التونسية والالتصاق أكثر بواقع الأسرة وما تستدعيه الاستجابة للتحديات الجديدة التي تواجهها من تجديد في المقاربة والتناول. كما ثمنت دور المنظمة التونسية للأمهات ومنخرطيها في الإحاطة بالأم التونسية التي قالت انها أثبتت على الدوام أنها حاضنة لأبنائها وحريصة على تعزيز انتمائهم الوطني وعلى بذل ما يلزم من جهد للاضطلاع بدورها الفاعل في الارتقاء بالوطن الى أعلى المراتب.