كعادته وبعد متابعته للقاء الذي جمع أمس الأول تونسوفرنسا بملعب رادس خرج فوزي البنزرتي واختار زاوية «مظلمة» نسبيا خارج فضاء المنصة الشرفية الى جانب أحد الأطراف الترجية.. وعند محاولتنا التحدث معه اعتذر في بداية الأمر مشيرا الى أنه لم يتابع المباراة! ثم ابتسم خاصة حين سألناه عن سرّ وجوده اذن بملعب رادس فقال: «في الحقيقة لا أريد أن أصرّح بأي شيء وخاصة في مثل هذه المناسبات غير أنني سوف أشير فقط هذه المرة بأن منتخبنا الوطني قدم مردودا طيبا ضد فريق سيشارك في مونديال جنوب إفريقيا ويستعد لذلك منذ فترة غير قصيرة وهو ما يؤكد أن الاطار الفني التونسي له وزنه وحجمه وقيمته فضلا عن تناغم المجموعة التي لم تتغير إلا بنسب ضئيلة جدا قياسا بالتي شاركت في «كان» أنغولا الأخيرة والتي حظيت بالتكوين السليم في تلك الفترة حتى ينتابها الشعور بأن لا وجود لمن هو أفضل منها حين تنزل الميدان وما عليها إلا الدفاع عن راية البلاد مهما كان اسم المنافس وجنسيته.. وبالتالي فإن لمسات «أنغولا» أو الفترة الاعدادية لنهائيات كأس افريقيا للأمم بأنغولا كانت واضحة رغم الضغوطات المسلطة في تلك الفترة والتي تعتبر غير موجودة بالمرة في هذه المقابلة وبالتالي لا بدّ من الحفاظ على هذه المجموعة ومزيد دعمها أكثر وإعادة الثقة الى نفوس لاعبيها الذين والحق يقال كانوا مصابين بجراح متعددة نفسانيا كادت تكبّل أقدامهم وأذهانهم قبل «كان» أنغولا.. وكنا في تلك الفترة قد حاولنا بأكثر الامكانات لتجاوز تلك الضغوطات وترميم المعنويات وتضميد تلك الجراح يوما بعد آخر ومباراة بعد أخرى غير أن الوقت لم يسعفنا لتحقيق ما كنا نرنو إليه.. والجمهور لم يرحم اللاعبين بالشكل الذي كان من المفروض أن يكون». منتخبنا أحرج فرنسا من جهة أخرى عاد فوزي البنزرتي مشيرا الى أن كرة القدم تخضع أساسا الى الأجواء النقية التي تتناغم فيها كل الأطراف وعندها يمكن انتظار النتائج مبرزا أنه لا يتردد في التأكيد بأن بصمات فترة «أنغولا» كانت واضحة في لقاء أمس الأول أمام فرنسا وما على مختلف الأطراف إلا أن تعترف أنها كلما وقفت الى جانب المنتخب يكون هذا المنتخب في المستوى المطلوب وفي غير ذلك تتعسّر المهمة وبالتالي لا بد من مساندة فريقنا الوطني الذي أحرج منافسا في حجم المنتخب الفرنسي بكل نجومه ومؤهلاته التي سيخوض بها كأس العالم في جنوب إفريقيا.