شهد مونديال 74 بألمانياالغربية ثلاثة أحداث فريدة من نوعها دفعة واحدة. الحدث الأول تمثل في تغيير رمز كأس العالم حيث احتفظت البرازيل بالكأس القديمة المسماة كأس جيل ريمي نهائيا بعد فوزها بها في ثلاث مناسبات ومنذ مونديال 74 عرفت الكأس الغالية بشكلها الحالي وقد صممها النحات الايطالي سيلفير غازيينجا. الحدث الثاني في هذا المونديال هو الغاء المباريات الاقصائية بعد الدور الأول حيث تقرر أن تدور مباريات الدور الثاني في شكل بطولة.أما الحدث الثالث فهو إعلامي حيث تم بث كامل المباريات بالألوان الطبيعية بعد تطور التلفزيون. القيصر يهزم الامبراطور جمع الدور النهائي بين أفضل منتخبين في المونديال وهما ألمانياالغربيةوهولندا باعثة مدرسة الكرة الشاملة هناك مواجهة أخرى داخل هذه المواجهة بين القيصر فرانز بيكنباور والامبراطور يوهان كرويف بين عميد المدافعين في العالم وبين لاعب فنان قادر على المباغتة في أي لحظة ولئن دخلت هولندا اللقاء بقوة وسجلت منذ الدق1 اثر ضربة جزاء جسمها نيسكانس على طريقته المعهودة فإن منتخب «الماكينات» لم يفقد صوابه أمام فنيات كرويف وصلابة راب وقوة نيسكانس إلى أن عدل له برايتنرز اثر ضربة جزاء أيضا ثم قضى الثعلب جارد مولر على أحلام الهولنديين بهدف لا يعرف سره إلا هو لتفوز ألمانيا (2 1) وترفع ثاني كؤوسها العالمية. وقد تحصلت بولونيا على المرتبة الثالثة بعد هزمها للبرازيل (1 0) في المباراة الترتيبية وقد كانت «الصامبا» في حالة نشاز وخيبت آمال محبيها. فهود الزايير بلا زئير مثل إفريقيا في هذا المونديال منتخب الزايير الذي كرس تخلف الكرة في القارة السمراء آنذاك حيث قبلت شباكه 14 هدفا في ثلاث مباريات ولم يسجل أي هدف يحفظ به شرفه وشرف القارة. الارجنتين 1978 كرة القدم في خدمة السياسة رغم قيمة الأسماء في منتخب بلاد الأرض الفضية مثل الحارس فيلول وآرديلاس وباسريلا وبرتوني وماريو كامباس إلا أن المهمة كانت صعبة للغاية فالأرجنتين ترشحت في المرتبة الثانية عن مجموعتها بعد انهزامها أمام إيطاليا وفي الدور الثاني تعادلت مع البرازيل مما حتم عليها هزم البيرو في آخر المباريات بفارق أربعة أهداف على الأقل لتمر أمام البرازيل بفارق الأهداف المقبولة والمدفوعة. وتفاعلت السياسة مع الرياضة لتتساهل البيرو أمام الأرجنتين وتنهزم بسداسية نظيفة بعد أن منحت في المقابل مساعدات غذائية. في الدور النهائي فازت الأرجنتين على هولندا بنتيجة (3 1) بعد تمديد الوقت. وقد شكل هذا الفوز فرصة للأرجنتين لنسيان أحزانها جراء ديكتاتورية نظامها العسكري الذي سعى الى تلميع صورته بهذا الانجاز. إفريقيا تنال هيبتها مع تونس قبل مونديال 78 لم تحقق القارة السمراء أي فوز لذلك حين دخلت تونس غمار مونديال 78 كانت الدعوات تصاحبها بأن لا تتعرض إلى هزائم ثقيلة إلا أن الشتالي وأبناءه كذبوا كل التكهنات فأهدوا القارة أول فوز لها بعد انتصارهم على المكسيك (3 1) ثم قدموا أداء رائعا أمام بولونيا رغم تنكر الحظ لهم وأخيرا زلزلوا الأرض تحت أقدام بطل العالم ألمانيا التي افتكت التعادل بعد اعانة كبيرة لها من الحكم الذي حرم حمادي العقربي من ضربة جزاء واضحة. وكان جزاء الفيفا لتونس كبيرا حيث مكن القارة الافريقية من مقعد ثان في المونديال ليصبح فضل «إفريقية» على إفريقيا كبيرا. كامباس «الماتادور» وضعت الأرجنتين في هذا المونديال كل بيضها في سلة مهاجمها ماريو كامباس هذا اللاعب الاستثنائي في تاريخ الأرجنتين كامباس كان غولا مرعبا لكل المدافعين بفضل طاقاته البدنية الرهيبة (80 كلغ 1.80صم) كما شكل انتقاله قبل المونديال إلى نادي فالنسيا الاسباني حديث البلد نظرا لضخامة الصفقة آنذاك ونجاحه في فرض اسمه في «لاليغا» وكان كامباس في مستوى الثقة حيث أهدى الأرجنتين لقبها العالمي الأول بفضل الأهداف الستة التي سجلها في الدورة ومكنته من تصدر ترتيب الهدافين وخاصة الهدفين اللذين سجلهما في النهائي أمام هولندا. رقم 1000 الهدف الذي سجله الهولندي ريزنبريك اثر ضربة جزاء في مباراة بلده أمام اسكتلندا كان هو الهدف رقم 1000 في تاريخ كأس العالم.