اشترطت كل من روسياوالولاياتالمتحدة على الدول العربية التوصل لاتفاق سلام شامل مع كيان الاحتلال الصهيوني قبل الحديث عن الملف النووي «الاسرائيلي». وقد رفض العرب هذا الربط بين عملية السلام وانضمام كيان الاحتلال لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، مؤكدين أن هذا المقترح يمثل محاولة لايجاد المبرّرات لعدم الحديث عن الملف النووي الصهيوني، عشية انعقاد المؤتمر الدولي حول الحدّ من انتشار السلاح النووي في نيويورك. وأحدثت الورقة التي قدمتها كل من روسيا وأمريكا الى الدول العربية صدمة بالغة بين السفراء العرب لدى الأممالمتحدة حيث اشترطت التوصل الى اتفاق سلام شامل بين العرب وكيان الاحتلال قبل تنفيذ قرار الشرق الأوسط الصادر عن مؤتمر مراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية عام 1995 والذي دعا إلى إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي. ممنوع على العرب فقط؟ وطالبت الورقة الروسية الأمريكية انضمام والتزام كل الدول العربية باتفاق إزالة الأسلحة البيولوجية واتفاق إزالة الأسلحة الكيمياوية واتفاق حظر إجراء التجارب النووية اضافة الى بقية الاتفاقات الأخرى المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل في المنطقة. وأصرت الورقة على أن يتم كل ذلك قبل النظر في الملف النووي «الاسرائيلي». ومن جانب آخر طالبت الورقة دول المنطقة بالالتزام الطوعي بعدم السعي وراء تخصيب اليورانيوم. وأكدت المقترحات الروسية الأمريكية على ضرورة تعاون دول المنطقة في التغلب على المخاوف النووية الموجودة في الشرق الأوسط في إشارة ثمنية الى ايران وسوريا أسوة بالتعاون الليبي والعراقي، ما يعني تسليم البرامج النووية الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. تشاؤم ورفض عربي ومن جانبها رفضت جامعة الدول العربية أمس هذه المقترحات وطالبت بضرورة انضمام كيان الاحتلال الصهيوني لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وذلك عبر تنفيذ القرار الدولي الداعي لايجاد منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وأعرب السفير وائل الأسد مدير إدارة العلاقات متعددة الأطراف بجامعة الدول العربية عن رفض الجامعة «الربط بين انضمام اسرائيل لمعاهدة عدم الانتشار وبين توقيع سلام نهائي بين العرب واسرائيل»، موضحا أن الدول العربية انضمت إلى المعاهدة خلال الصراع العربي الصهيوني، وبالتالي فإنه لا يوجد مبرّر أن تتحجج بعض الدول بالسلام لاعفاء كيان الاحتلال من هذا الاستحقاق. واعتبر الأسد أن انضمام كيان الاحتلال لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية «من شأنه توفير المناخ الملائم لتحقيق السلام». ومن جانبها أكدت مصادر وصفت بالمطّلعة أن العرب وايران يستعدان لخوض حرب ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها حول السلاح النووي الصهيوني خلال مؤتمر حول معاهدة منع انتشار السلاح النووي سيلتئم بنيويورك بداية من الاثنين المقبل وحتى ال28 من ماي 2010.