عندما تحدثنا سابقا وقلنا أن «كوجينة» النجم الداخلية تبقى في حاجة ماسة الى إعادة الترتيب، وعندما أثرنا بعض النقاط التي تحتاج الى المعالجة والعلاج، وعندما نبهنا الى خطورة تلك المسائل على مستقبل النجم، وعندما تحدثنا في بعض الأمور بعيدا عن المجاملة والنفاق تفنن المحيطون بالدكتور حامد كمون والمتلاعبون بعواطف الأحباء في رمينا بالاتهامات المتنوعة ومنها أننا نريد زرع البلبلة في الفريق والتشويش على جهازه الفني بمجرد أن استنكرنا إعلان بيت هامبرغ أنه جاء الى النجم من أجل التكوين وليس لأجل المراهنة على المراتب الأولى فتمت مقاطعة مراسل «الشروق» تزامنا مع مقاطعة برنامج «الأحد الرياضي». إزاء كل ذلك آليت على نفسي أن أكف عن حشر أنفي في مثل هذه المتاهات.. ربما أنا المخطئ في تقدير الأمور.. واخترت كما الآخرين أن أعمل بالمثل القائل «تبع السارق لباب الدار»، حتى أرى ويرى الجميع ما يجري.. فكانت التعادلات في سوسة والانسحاب منذ الدور الأول من كأس الاتحاد الافريقي أمام منافس مجهول الهوية القارية.. قبل أن تفوح رائحة «الشياط» من كوجينة النجم التي ادعى من ادعى نفاقا أنها مرتبة على الآخر وليست في حاجة الى نصائح من أحد.. نعم تصاعدت رائحة «الحراق» عقب الهزيمة في بنزرت أمام نادي المكان قبل أن تبلغ العنان عقب ثلاثية رادس في مشهد غير مألوف في النجم تمثل في تكليف منير بوقديدة بإعلام الهولندي بيت هامبرغ أنه أقيل من مهامه.. ويأتي هذا الاعلام عن بعد في وقت كان فيه الرجل بصدد ضبط برنامج تمارين الأسبوع الجديد. «العظمة ما تقول طق» اقالة مدرب ما ليست بدعة وليست خطيئة ارتكبها الدكتور حامد كمون دون غيره من رؤساء الأندية.. لكن ما يثير التساؤل هو ما أحيط بالعملية من قبل وقال تؤكد أن العلاقات داخل الفريق ليست على ما يرام. ومازاد الطين بلّة الهزيمة الشنيعة أمام الافريقي حيث تبادل فيها الأحباء من الحكايات والروايات حول طبيعة هذه العثرة ما آثار ألف سؤال بخصوص مردود «نجوم» الفريق.. و«العظمة ما تقول طق...!!». ولعل ما تداوله الأحباء في مجالسهم طوال اليومين الماضيين أن بعض اللاعبين تخاذلوا في مباراة الاربعاء الماضي بغية وضع المدرب الهولندي موضعا لا يحسد عليه يحتم المبادرة باقالته دون تردد.. في صورة ما إذا لم يبادر باقالته دون تردد في صورة ما إذا لم يبادر هو بالاستقالة لأن هزيمة رادس تعتبر نتيجة لا يمكن «هضمها» أو قبولها خاصة وأن فريقا مثل النجم ينطلق بمعنويات مرتفعة اثر فوزه على النادي الصفاقسي أداء ونتيجة غير مسموح له بالانحناء أمام الافريقي بطريقة شبه مهينة. لماذا لا يفتح تحقيق؟ ولئن تبدو حكاية التخاذل هذه في ظاهرها مجرّد استنتاجات وتخمينات وحكاية مجالس و«تراكن» ومقاه، فإنها تدعو بما في باطنها الى تناول المسألة بكل جدية. ودون أن نقع في فخ التسميات، فإن أمرا مثل هذا يدعو هيئة الدكتور حامد كمون الى فتح تحقيق للتأكد من الأمر وإذا ما ثبت أن الحكاية فيها «واو»، فإن الاجراء الطبيعي والأهم الذي يجب اتخاذه قبل المبادرة بإقالة بيت هامبرغ هو قطع الرؤوس المتخاذلة.. عندها فقط ستتحسن الأحوال ويصبح مناخ العمل أنظف بما يسمح للجميع بتقديم أداء لائقا. «الصحافة ربي يهديها» على غرار غيرنا سبق أن نبّهنا بالتلميح والتصريح الى وجود توتّر في علاقات مختلف الأطراف وتساءلنا حول سلبية هيئة الدكتور حامد كمون في التعامل معها وهي التي اكتفت في المدة الأخيرة وقبل أن تفوح المسألة و«يوحل المنجل في القلة» بتبشير الأحباء والأنصار بأن الأمور «لاباس» وأنه لا يوجد ما يخيف مثلما أعلن عن ذلك رئيس الجمعية على أمواج إذاعة «جوهرة. أف.آم» وأن «الصحافة ربي يهديها» هي التي تروج لأمور ليست موجودة. لكن ها أن الأيام أكدت أن الصحافة لم تكن تكذب فيما ذهبت إليه ولم تأت بأشياء من الخيال... مثلما لم يأت اليوم لنطرح مسألة التخاذل من الخيال خاصة أن الجمهور يطالب بضرورة أن يفتح تحقيق في شأنها ينطلق من تفسير الأداء الهابط لبعض اللاعبين ضد النادي الافريقي وهو آداء رأته العيون ولم ينسجه الخيال. كمون والقندوز في فرنسا؟! مباشرة بعد حسم مسألة المدرب الهولندي بيت هامبرغ وإقالته من مهامه وعلى ضوء الاتصال الأولي مع المدرب السابق للنادي الافريقي بيار لوشانتر تحول رئيس الجمعية الدكتور حامد كمون الى فرنسا من أجل استكمال بحثه عن المدرب الجديد الذي سيشرف على المقاليد الفنية لفريق الأكابر انطلاقا من الصائفة القادمة وقد رافقه في هذه الرحلة صديقه الحميم السيد سامي القندوز المرشح لخطة رئيس فرع كرة القدم.