قرأت على أعمدة جريدة «الشروق» الغراء الصادرة بتاريخ 11 مارس 2010 مقالا بعنوان: «الطريق الى عبد القادر بن الحاج نصر» طالب فيه صاحبه أهل الحل والعقد من المشرفين بتسمية احدى المنشآت الثقافية أو الشوارع بمدينة «بئر الحفي» مسقط رأس الأديب» باسمه.. ولمَ لا، لأن مثل هؤلاء الأفذاذ لا يجود الدهر بأمثالهم كثيرا.،. قد يحصل بعد عشرات القرون وقد لا يحصل.. لهذا، فالدكتور عبد القادر بن الحاج نصر هو أحد مبدعي تونس المستقلة الذي رفع شارة الثقافة ولواء الابداع منذ الستينات من القرن العشرين.. كتب المقالة والقصة القصيرة والرواية ونشر في النقد، وساهم في البرامج الاذاعية وكتب المسلسلات التلفزية التي بثتها التلفزة التونسية ويذكر المشاهد العربي عموما والتونسي بالأخص، مسلسل «الحصاد» الشهير بالاضافة الى مسلسلات أخرى والذي لا يختلف فيه اثنان أن الانسان يحتاج بل يحبّ «الشكر» والاعتراف له بجميل صنيعه، لأن اللّه سبحانه وتعالى يطلب من عباده (الحمد والشكر له) فما بالك بالانسان مخلوق اللّه ولا يكون التكريم بعد وفاة الأديب لأنه لا يفيده.. فإذا انعدم الاعتراف في حياة المبدع بأفضال عمله، فما يقام بعد الممات، لا قيمة له.. نقول هذا، ولا ننسى أن الرئيس زين العابدين بن علي قد أكرمه بتقليده الوسام الوطني للثقافة وحباه برعايته فله الشكر الجزيل.. لكن أهل بلدته والمشرفين في بلديات مدن تونس لمَ لا يكرمون هؤلاء الأفذاذ أمثال عبد القادر بن الحاج نصر وأبو القاسم محمد كرو ونور الدين صمود وهشام جعيط وعبد السلام المسدي وعز الدين المدني ومحيي الدين خريف.. ذكرت هؤلاء على سبيل الذكر لا الحصر.. فالاعتراف للمبدعين واجب وطني وإنساني وثقافي واجتماعي فنتمنّى التفكير في الموضوع وإنجاز الممكن والله ولي التوفيق مع خالص التمنيات لأدبائنا ومبدعينا بطول العمر ووافر الصحة حتى ينعموا بالتكريم والاعتراف لهم بإنجازاتهم الجليلة.