هاتفني أكثر من صديق ليسألني عن رأيي في مردود النجم مساء الأحد أمام القوات المسلحة... والحقيقة أنني احترت... فهل سأقول الكلام الذي لا يخرج اطلاقا عن دائرة ذر الرماد على العيون أم أقول رأيي كما تعودت أي ذلك الرأي الذي لا يجامل ولا يختفي وراء العبارات الفضفاضة... قلت لهؤلاء الأصدقاء وأنا المتابع للنجم في نسخته الحالية أن الوضع الراهن للفريق لا يبشر بخير على الأقل في المستقبل القريب فهذا نجم بلا «مخالب» بل هو يكاد يتحوّل الى حمل وديع وفريسة سهلة لجميع منافسيه... مباراة جرجيس ومن بعدها مباراة حمام الأنف قدمت للجميع برهانا ساطعا على هذه المسألة وحتى مباراة الترجي لم تخرج عن هذه الدائرة مطلقا فهي لم تقدم لأحباء النجم أولا وللشارع الرياضي ثانيا النجم الرياضي الساحلي في ثوب ذلك الفريق الكبير الذي لا يحشر نفسه في الزاوية ليتلقى مثل الملاكمين المغلوبين على أمرهم ضربات منافسه... أين النجم الساحلي الذي نعرفه... أين ذلك الغول الافريقي الذي لا يخشى أحدا... أين اللاعبون الكبار القادرون على «قلب الأطراح» وايلام المنافسين؟... لسنا نحن من نطرح هذه الأسئلة قطعا فالمنتديات الالكترونية التي يتواجد بها أحباء النجم الساحلي هي التي تطرحها بإلحاح وإن كانت مسحة التفاؤل قائمة ولم تندثر طالما أن قدر الكبار أن يبقوا كبارا... نعود الى مباراة الأحد لنقول أن المردود خلالها لم يكن يليق بالنجم... لم نر تنظيما تكتيكيا واضحا... ولولا عمار وبن منصور والمبروك لخرج الفريق بهزيمة لا تشرفه أمام فريق ضعيف جدا ولا سجل له على المستوى القاري... هجوميا لم يبن الفريق عملية واحدة من الدفاع الى مناطق المنافس...العكايشي كان معزولا ولم يكن قادرا على ازعاج مدافعي «الجيش» لأنه ببساطة متوسط الامكانات فنيا... شاكر الزواغي يفكر في زوريخ... هامبرغ يفكر في نقطة التعادل واختار مرة أخرى الاسمنت المسلح وقد يكون له في هذه الناحية فقط عذره فالنجم الحالي فارغ هجوميا... لا أوغمبي ولا الشرميطي ولا الشيخاوي ولا البخاري ولا جيلسون ربي يشفيه ولا حتى مهدي بن ضيف الله ليلتقط الكرات من فوق رؤوس المدافعين... النجم الحالي هو النجم فعلا لكن من دون ذلك البريق الذي نعرفه فيه... هوالنجم لكن مستواه لا يزيد على الأخرين واذا كان ثمة من يريد أن يقول شيئا غير ذلك ويصدقه فهو حر وعليه أن يتحمل مسؤولية ما يقول وأن يقدم الحجج الدامغة على أن كل التحاليل التي تؤكد تواضع المستوى الحالي مردودة على أصحابها. حضر جمهور ليفربول لكن... الشخص الذي جاء بهامبرغ الى سوسة من المؤكد أنه كان يفكر في «الأكاديمية» أو في أحسن الأحوال في الادارة الفنية للنادي... على مستوى الأداء الجماعي لم يحدث شيئ وكان من المفروض أن يرى الملاحظون والفنيون بعض المؤشرات...العلاقة مع اللاعبين ليست جيدة إطلاقا وهذا الامر يعرفه أقرب المقربين... على صعيد النجاعة الهجومية الحصيلة تتحدث عن نفسها فماذا يزيد هذا المدرب إذن عن خالد بن ساسي ومنير بوقديدة و مدرب الأمال نوفل شبيل... ومن هو هذا العبقري الذي نصح الدكتور حامد كمون بانتدابه... وهل أن التسلح بقفة من الشهائد يضمن لصاحب القفة النجاح في البطولة التونسية... وهل أن جمهور النجم الذي اعتبره بيت هامبرغ شبيها لجمهور ليفربول الأنقليزي يمكن أن يقبل بفريق «ما يوجعش» وأن يرضى بالكلام المعسول. تقوية الفريق ضرورة ملحة عندما قلنا أن الطوغولي بوسو كارثة كروية أظن أننا لم نخطئ بل أن بعض الأشخاص المقربين من الدكتور حامد كمون والذين لم يجرؤوا على مصارحته، اتصلوا ليقولوا «نعم» أنتم على حق... الآن نقول كملاحظين أن الفريق الحالي في حاجة الى تعزيزات أكيدة وإذا كانت بعض الأطراف قد رفعت الفيتو في وجه صابر بن فرج لاعتبارات شخصية نعلمها جيدا فإن إصلاح هذا الخطأ ممكن... في الكرة لا مكان للعواطف وتاريخ النجم يشهد على عديد اللاعبين الذين اختلفوا مع المسؤولين والمصلحة حتمت الابقاء عليهم ومنهم من هو موجود حاليا في بعض المواقع... حدث هذا في عهد عثمان جنيح وحدث في عهد معز إدريس وسيحدث في العهد الذي سيلي عهد حامد كمون... نضيف أيضا بأن النجم في حاجة ملحة الى بعض الانتدابات الخارجية المهمة لأن الفريق بالمجموعة الحالية لن يذهب بعيدا في كأس الكنفدرالية. في تقبل النقد والحوار البنّاء كان التعاطف مع الدكتور حامد كمون كبيرا في مواجهته مع أحمد المغيربي لأن الحوار انحرف عن الأصول ومس بهيبة واحترام فريق كبير من فرقنا الوطنية التي نعتز بها لكن الثابت أن نقد أداء الهيئة الحالية لن تكون الاستثناء سيتواصل وعليها أن تتعلم التعامل مع النقد الاعلامي وأن تقبل باختلاف الآراء وألا تسمع نصائح الذين سيقولون لها أن وراء كل ما يكتب أو يقال في وسيلة اعلامية «طاولات وكراس» وزيد وعمرو وحتى لو كان ذلك صحيحا فعلى الذين عينوهم مسؤولين عن الاعلام أن يبرهنوا على أنهم قادرون على الاقناع وإن كنا نتفاءل خيرا بتعيين ماهر القروي باعتباره يعرف عن الوسط الاعلامي أكثر مما يعرفه بعض «المعينين» سابقا من الهيئة المديرة. النجم ليس لقمة سائغة في الظروف الحالية يمكن القول إذن أن وضعية الفريق مازالت هشة والمستوى بعيد عن المأمول وهذه الرسالة يجب ان تذهب مباشرة الى المدرب حتى لا يحول صرحا عظيما اسمه النجم الساحلي الى «هامبرغر» يأكله الصغير قبل الكبير... بضعة أسابيع مازالت تفصلنا عن نهاية الموسم الحالي وسنرى إن كان هذا الفني الهولندي سيقلب النجم من حيث الأداء الى «ليفربول».