من بين المطربين الذين صنعوا ربيع الأغنية التونسية في الثمانينات الفنان عبد الوهاب الحناشي صاحب أغنية «صبرك مكتوب» والذي شكل مع الثنائي عبد الكريم صحابو والناصر صمود ثلاثيا متميزا ساهم في تطور الأغنية. عبد الوهاب غاب عن الأضواء لسنوات ليعود مؤخرا بانتاج جديد مختلف ومغاير عن ما تعود به الجمهور وبتوجهات جديدة بعد أن «فهم قوانين لعبة الفن» على حد قوله. «الشروق» التقت عبد الوهاب الحناشي لتسأله عن جديده وعن عدة مواضيع حساسة أخرى في حوار بلا أقنعة: بعد غياب لسنوات عدت إلى الساحة الفنية بإنتاج جديد صدم البعض حتى قيل إنك «علقت بعد السيف منجلا» ما ردّك؟ في البداية أقدم تحية إلى كل من نقدني لأن من ينقدني يريد أن يراني في صورة أفضل لكني ما أود أن أقوله هو أن عبد الوهاب الحناشي لم يتغير فمن يرى أنني علقت بعد السيف منجلا يجب أن يعلم أن الشباب التونسي يعتبر أنني الآن «علقت السيف وفي السابق كنت أعلق منجلا» وأنا غيرت في الايقاعات لأني أريد أن أستمر وأواكب التطور الفني وتجاربي الجديدة الشبابية نالت اعجاب الشباب وأنا غيرت أسلوبي لأقترب من الشباب ولا أريد أن أكون مرتبطا بنوعية واحدة. هناك من اتهمك بالسطو على أغنية «خاينة» لأشرف واستنسخت ألحانها وفكرتها؟ صحيح أن هناك تشابها على مستوى المقام والايقاع ولكن الكلمات مختلفة وأنا مقتنع أن ليس هناك شبه ولم أسط على أغنية أشرف ومن يدقق الاستماع إلى الأغنيتين سيكتشف الفرق فطبيعي أن تتشابه بعض المقامات مثل ما تتشابه مواضيع الفلسفة والعربية ولكن حكاية السطو لا مجال لها هنا. هناك من اعتبر أنك فبكرت «الكاميرا الخفية» ولعبت دور الضحية في احدى الحلقات ما ردك؟ كاتب هذا الكلام يجب أن يعطينا الدليل على الفبركة!! أنا لم «أفبرك» الكاميرا الخفية بل وقعت في فخها ولو قمت بفبركة الحلقة حقا ونجحت ذلك النجاح سأصبح ممثلا كبيرا !! هذا غير صحيح لم تقع عملية فبركة وكانت الحلقة تلقائية. لماذا رفضت الحضور في برنامج «هذا أنا» على قناة حنبعل الفضائية؟ برنامج «هذا أنا» يعتمد على فكرة استضافة فنان ونزع الستار بينه وبين الجمهور وكشف كل جوانبه الخفية سواء الايجابية أو السلببية وأنا لست في حاجة للمشاركة في البرنامج لأن صورتي إيجابية أمام الناس ولا أريد أن أنزل بها إلى أسفل فيمكن أن يستدرجني المنشط ويوتر أعصابي وأنا لا أريد أن أحكي حياتي الخاصة للتلفزة وليس من طبعي البكاء والشكوى في البرامج وأحبذ تقديم انتاجي الفني ثم إننا يجب أن نقدم صورة جميلة عن الفنان ففي مصر تخاصم هاني شاكر وإيهاب توفيق ثم ظهرا في مشاهد عناق ومجاملات أمام الكاميرا وهذه الصورة أفضل من ثقافة المشاكسات وتبادل التهم. صرحت سابقا أن لطيفة العرفاوي هي أول من أدخل الأغنية التجارية لماذا هذا الهجوم على لطيفة؟ نعم لطيفة أدخلت الأغنية التجارية وهذا ليس عيبا فقد كنت أعتقد أن الأغنية التجارية لا تنفع ولكن أثبت لي الوقت أن الأغنية التجارية ضرورية اليوم ليستمر الفنان ومن يريد العيش على أغاني الأرشيف لا ينجح وأنا أشكر لطيفة كما أشكر صابر الرباعي لأنهما نجحا في الأغنية التجارية وأقول لهما: «ربي يعينكم» وقد ندمت لأني لم أتبع هذه النوعية منذ سنوات فأنا بكل تواضع أقولها لي امتياز على عدة فنانين نجحوا في الشرق لأن لي ذوقا في اختياراتي علما ان الكثيرين قدموا أغاني بلا روح وكلها بهرجة وهذا ما يجعلني أقول «آه لو كنت اتبعت الأغنية التجارية»!! ما الذي شدّ انتباهك في الساحة الفنية هذا العام؟ أكثر ما أذهلني هو أن بعض «الفنانين» يقدمون أغاني التراث القديمة لغيرهم ب«الروميكس» وآخرون يتبادلون الشتائم حول الوان مان شو ويشككون في بعضهم وهذا ما ينزل مستوى الفنان التونسي والأغرب بعض الفنانين مازالوا في 2010 يتخاصمون حول أغنية «يا ما يا غالية من التراث». هل هناك من ظلم عبد الوهاب الحناشي؟ نعم، هناك من ظلمني والبعض أسامحه والبعض الآخر لا أسامحه هناك من ظلمني وشعرت بذلك الظلم إلى درجة البكاء. ففي احدى المرات كنت أستعد للصعود على ركح قرطاج وكان كل شيء جاهزا حتى أعلمني قائد الفرقة بالحرف «ماكش طالع لقرطاج في اختتام مهرجان قرطاج» وأنا لن أسامح ذلك الشخص الذي ظلمني وأنا سأثبت قيمتي وسنرى من سيدوم عبد الوهاب الحناشي أم هؤلاء!! لماذا لم تقدم انتاجك الجديد في ألبوم؟ أنا لم أصدر ألبوم لأن بعض شركات الانتاج هي ك«مصاصي الدماء» فهناك استغلال فاحش من طرف بعض الشركات التي تقوم بعقود مع الفنانين مقابل تكفلها بالاشهار فقط وتجني الملايين من جراء هذه العقود فأنا أخسر 6 ملايين من أجل انتاج ألبوم لتستغلها شركة انتاج لذلك قررت تنزيل أغاني على الفايس بوك. هل هناك رسالة تريد أن تتوجه بها إلى أشخاص معينين؟ رسالتي هي إلى «النبارة» التي «لا تشرب ولا تخلي شكون يشرب» دعوا الفنان يعمل فهناك من ينتقدني لأني صبغت شعري وهناك من قال إني أشهق ولا ألحق وهذا كلام لا يقال وغير معقول، دعنا نستغل القرارات الرئاسية الهامة في تونس ومن أبرزها جعل مهرجان الموسيقى أيام قرطاج للموسيقى. دعونا نساعد بعضنا كفانا من الاقصاء فهل يعقل أن أغيب 16 سنة عن مهرجان المدينة رغم أن أغانيّ موجودة باستمرار في الإذاعة!! يا ناس كفانا من سياسة الاقصاء لماذا لا يحب بعضنا البعض ولماذا لا نتعاون مثلما يتعاون الآخرون.