الكلام وحدهُ يفتح أبواب المغارات ويقود إلى الكنز... هذا ما تقوله فلسفة الحكاية الشهيرة «علي بابا واللصوص الأربعون».. وهذا أيضا ما نخرج به بعد «حضور» مهرجانات خطابية على الفضائيات العربية... عبارة «افتح يا سمسم» تعمل ككلمة السر التي تفتح الحاسوب أو تحرك الهاتف الجوال بما يفترض وجود نظام معلوماتي للتعرف على الأصوات مع أن الحكاية تُقصي هذا الاحتمال المعلوماتي... وحين يستمع الواحد منا إلى سياسي أو إعلامي عربي في إطار تدخل حول الخلاف.. بين «فتح» و«حماس» (كمثال) لا يرصد عبارة «افتتح يا سمسم» ويجد بالمقابل ترسانة من الكلامات المفاتيح الموجهة أساسا ل«وجدان» المستمع أو المشاهد وليس إلى عقله.. ونجد بين «المفاتيح العربية والغربية» الرائجة كلمات طنانة أو رنانة على طريقة «من كل حسب معجمه ولكل حسب أذنه»... وتكون المفردات الرائجة في أسواق الكلام على الفضائيات العربية مرفوقة بالتحاليل أو بالتمثيل وأحيانا بالمشاجرة.. وتسيل قطرة قطرة وأحيانا تنهمر مع مطر حقيقي أو صوري وشيء من الرعد والبرق و«التبروري». ويكتفي «المشاهدون المستمعون» الذين لا يروق لهم ما يصوّر أو يقال ولا تعجبهم المسرحيات بمخرجيها وممثليها... والممثلات بالضغط على الزر السحري.. الأحمر... يقولونها ضمنيا وببساطة «اغلق يا سمسم» وهذه هي كلمة السر الحاسمة والتكريس الرئيس للديمقراطية الإعلامية في العالم العربي... بإمكاننا شراء أي كلام.. ورفض أي كلام آخر.. وينتهي الكلام.. يا سمسم...